عايشنا الأسبوع الماضي قرعة بطولة كأس الملك المفدى لكرة القدم المؤجلة من الموسم الماضي لتقام في مستهل الموسم الجديد، واستبشرنا خيراً بتنظيم جيد واهتمام من خلال الأجواء التي أقيمت فيها مراسم القرعة التي بدأت تخرج من أسوار بيت الكرة البحرينية في الموسمين الماضيين لتقام في أماكن عامة بدءاً من إقامتها في مجمع الواحة التجاري العام 2010 وفندق الريجنسي للموسم الجديد وما واكبها من اهتمام وتغطية إعلامية نأمل استمرارها مع انطلاقة مشوار المسابقة الغالية.
بيد أن ما توقفنا عنده هو النظام الجديد الذي طبق عند إجراء القرعة بأن يكون عشوائياً وليس موجهاً وهو ما أدى إلى وقوع غالبية الأندية القوية في مجموعة واحدة ضمت حامل اللقب الرفاع ومنافسه المحرق والحد والمنامة والشباب، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى احتمال أن تكون المباريات النهائية ولقاء الكأس دون أطراف قوية ذوات ثقل فني وجماهيري ما يساهم في إضعاف زخم هذه المواجهات التي يفترض أن تجتذب الأضواء الإعلامية والجماهيرية.
رب قائل إن هذه طبيعة قرعة بطولات الكؤوس في أن تجرى عشوائياً في الكثير من الدول، لكن هنا نرد على أصحاب هذا الرأي بأننا في البحرين نعيش مرحلة استثنائية في ظل التدهور الواضح لمستوى مسابقاتنا الكروية المحلية في السنوات الأخيرة سواء على الصعيد الفني أو الجماهيري الأمر الذي يفرض علينا اتخاذ خطوات «استثنائية» تتماشى مع وضعنا وواقعنا الكروي من أجل أن تفرز لنا مباريات نهائية ذات ثقل فني وجماهيري وذلك بصرف النظر عن احتمالات وقوع المفاجآت والتقلبات في نتائج مباريات الكؤوس.
وبصراحة فإن تغيير نظام قرعة الكأس طرح الكثير من التساؤلات ومنها ما صرح به رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة الأخ عبدالعزيز قمبر الذي أبدى عدم رضاه عن نظام القرعة الأمر الذي يثير تساؤلاً عن الأسس والمعايير التي تم عليها التغيير وكذلك الجهة التي قامت بتغيير نظام القرعة طالما أن رئيس لجنة المسابقات المعني بمثل هذه الأمور يعبر عن عدم رضاه.
إن الواقع يفرض علينا تطبيق نظام «القرعة الموجّهة» في الفترة الحالية نضع من خلالها الاعتبارات الفنية والجماهيرية للفرق ونحن لاحظنا كيف كانت صورة المباراة النهائية لكأس الملك في النسخة الماضية من حضور جماهيري ومستوى غير مقنع ولا يتناسب مع أهمية ومكانة المسابقة الغالية.
وطالما أن بطولة الكأس تقام للمرة الأولى في تاريخها في مستهل الموسم الكروي فإننا نتطلع إلى أن يتم التعاطي الإيجابي مع هذا الوضع الاستثنائي وخصوصاً من النواحي التنظيمية والتحفيز الجماهيري والإعلامي للمسابقة لإخراج المسابقة بصورة مشرفة بدلاً من أن تقام بطريقة تأدية الواجب، وألا يقتصر الاهتمام والتركيز على المباراة النهائية فقط مثلما جرت العادة في السنتين الأخيرتين
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 3277 - السبت 27 أغسطس 2011م الموافق 27 رمضان 1432هـ