قال وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة إن «مملكة البحرين أمانة في أعناق أبنائها من جميع الملل والطوائف، لها عليهم حقوق أهمها الحفاظ على أمنها ووحدة شعبها ومقدراتها ومكتسبات مشروعها الإصلاحي الذي أدار دفته عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وساهم في تحقيقه شعب البحرين الوفي لوطنه وأرضه».

جاء ذلك خلال الحفل السنوي الذي نظمته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل أمس الأول الجمعة (26 أغسطس/ آب 2011) في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بمناسبة إحياء ليلة القدر المباركة، وذلك تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، بحضور عدد من المسئولين والسفراء والعلماء والمشايخ في البحرين، بالإضافة إلى جمع من المواطنين والمقيمين.

إلى ذلك، دعا وزير العدل الجميع إلى «استثمار هذه المناسبة المباركة في العمل على تصفية الأجواء وتنقية النفوس من شوائب الخلافات التي تعكر صفو العلاقات الأخوية بين مجتمعنا المتآلف، ونبذ كل ما من شأنه التفريق بيننا والنيل من وحدتنا».

وتابع أن «الظروف القاسية التي تعرضت لها مملكتنا الحبيبة في الآونة الأخيرة تستتبع منا جميعاً عملاً جدياً دؤوباً، نواجه فيه إفرازات الطائفية بروح الإسلام الجامع والمواطنة التي تحتضن كل أبناء هذا البلد، وأخص بكلامي هنا أصحاب الفضيلة والسماحة رجال الدين من الخطباء، وأؤكد وجوب أن يكون منبر رسول الله منبراً مسئولاً وإيجابياً ومتعاطياً مع الشأن العام بالشكل الذي لا يفرق المسلمين في دينهم ولا يفسد عليهم دنياهم وكلكم مسئولون وكلكم مساءلون في الدنيا والآخرة عن هذه الأمانة، وإننا بإذن الله وبفضل من لدنه سنحقق ما نصبو إليه جميعاً من تقدم ورخاء في ظل دولة القانون والمؤسسات بالمشاركة والوحدة لا العزلة والتخريب».

وأردف «ليلة القدر هي ليلة السلام، فعلينا أن ننطلق من بركاتها ونسماتها متوكلين على الله لنحقق معاً ما أراده الله تعالى لهذه الأمة من وحدة وتآلف وتلاحم... لنحقق أمر الله تعالى بنبذ الفرقة والخلاف والاعتصام بحبله سبحانه».

وكان الحفل استهل بتلاوة من آي الذكر الحكيم للقارئ خليل بنشي من سورية، فيما ألقى رئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية عدنان القطان كلمة تناول فيها فضائل ومزايا ليلة القدر، موضحاً أن الله عز وجل قد أخفى علم تلك الليلة العظيمة عن العباد، رحمة بهم ليكثروا من العبادة والطاعة طلباً لأجر تلك الليلة، فهي ليال قلائل يحصل فيها أجر عظيم وثواب جزيل، داعياً إلى الإكثار من الذكر وقراءة القرآن والدعاء وخصوصاً الدعاء الذي علمه النبي (ص) لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين قَالت: قلْتُ يَا رَسُولَ الله أَرأَيتَ إنْ علِمْتُ أيُّ لَيلةٍ ليلة القَدر مَا أقولُ فِيهَا؟ قالَ: قُولِي «اللهُمَّ إنكَ عفوٌّ كَريمٌ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عني».

إلى ذلك، تحدث الشيخ محسن آل عصفور، مشيراً إلى أن ليلة القدر هي في حقيقتها ليلة واحدة إلا أنها أخفيت بين ليالي الإفراد في العشر الأواخر من شهر رمضان ليجتهد المؤمنون في الالتجاء والابتهال والدعاء والتضرع والحمد والثناء ولتزداد الصلة والتواصل والعطاء وتزداد العبودية والولاء