يثبت المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو يوما بعد يوم أنه ظاهرة سيئة في مجتمع كرة القدم العالمية، فالمدرب الذي يعتبر من أفضل المدربين على مستوى العالم من الناحية الفنية والتكتيكية، فهو يعتبر من أسوأ المدربين على مستوى العالم من حيث الأخلاق والسلوك المتحضر، قد تجد لاعبا فوضويا، أما مدربا فوضويا، فهذا أمر صعب ولا يتناسب مع قيمة مهنة التدريب العالية.

أينما تواجد المدرب البرتغالي تواجدت المشكلات، منذ أن بزغ اسمه في الدوري الإنجليزي، مرورا بتجربته مع الإنتر ميلان في الدوري الإيطالي، والآن مع ريال مدريد في الدوري الإسباني، اختلفت الدوريات والأندية وتغير اللاعبون، وبقي المدرب البرتغالي يتعاطى بالأسلوب ذاته، في قلة احترام المنافسين، والنيل من الحكام، بل والصحافيين كما حدث خلال مشواره في إيطاليا.

المدرب البرتغالي وصل لحد لا يقبله العقل والمنطق، وكيف للمسئولين في ريال مدريد الإسباني السكوت عن مثل هذه التصرفات المنسوبة لمدربه وهو النادي العريق والمثالي الذي يعتبر أحد أركان تاريخ وحاضر كرة القدم في العالم، فأن يقوم المدرب البرتغالي باستفزاز مشاعر البرشلونيين في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بعد العبور للنهائي من الكامب نو، فهو أمر قد تبرره الحالة النفسية له وقد تكون فرحة هستيرية من دون شعور.

أما أن يقوم المدرب البرتغالي بالاعتداء باليد على المنافس، كما حدث في إياب كأس السوبر مع مساعد مدرب برشلونة، فإنه أمر لا يقبله العقل والمنطق وفيه من (الوقاحة) ما يؤكد أنه ليس مدربا محترما ومثالا طيبا وليس قدوة، واستغرب حقا أن كيان ريال مدريد يقبل مدربا كهذا، فهذا المدرب لا يستحق أن يكون مدربا لناد يعشقه الملايين حول العالم كالريال، وهو باختصار (فساد للرياضة).

المؤسف حقا، ليس ما قام به المدرب البرتغالي من فعل مشين تجاه مساعد مدرب برشلونة ومن ثم الاستخفاف به وبمكانته ضمن الجهاز الفني لبطل أوروبا، بل موافقته الضمنية على الأسلوب العنيف الذي يعتمده البرتغالي بيبي والبرازيلي مارسيلو في كل مباراة ضد برشلونة، بدليل أنه لما سئل عن الحادثتين، قال بأن اللاعبين أديا مباراة رائعة، فعدم إدانته دلالة على مباركته (...)!

الأبعد من ذلك، أن الصحافة الإسبانية (الآس) أكدت بأن المدرب البرتغالي ليس سعيدا باتصال ترطيب الأجواء الذي قام به قائد الريال إيكر كاسياس مع لاعبي برشلونة، وخصوصا بعد تصريحات جيرارد بيكي وإكزافي بأن المدرب البرتغالي يفسد كرة القدم الإسبانية وأن الريال يثير الشفقة، فعلا هو مفسد، فعلا الريال يثير كثيرا من الشفقة معه، التصريحان يعكسان فعلا واقعه وواقع الريال معه.

أحد الأصدقاء عندما كنت أتناقش معه حول الريال وبرشلونة، قلت له عليك أن تلاحظ مباريات الفريقين منذ وصول المدرب البرتغالي، بعد أن تنتهي المباراة لن تسأل فقط عن النتيجة، أو الفريق الذي قدم المستوى الأفضل، أو الفريق الأكثر استحقاقا للفوز فقط، ستسأل كم لاعبا في ريال مدريد كان يستحق الطرد أيضا! والسؤال هنا (لماذا حالة ريال مدريد هذه لا تظهر إلا أمام برشلونة؟).

سألت سؤالي هذا، ولكل وجهة نظر ولكل رأي، أحترم كل الآراء، بالنسبة إلي أقتنع تماما بأن المشكلة ليست كيان ريال مدريد أو لاعبيه، بل المشكلة نفسية في المدرب البرتغالي انه لا يستسيغ (برشلونة)، فرائحة برشلونة (الكريهة!) التي عبر عنها وليونيل ميسي يمر عليه (كما شاهدنا في التلفاز) تؤكد ذلك، وما فعله مع أنديته الثلاثة خلال السنوات الخمس حينما يلاقي برشلونة تدلل على ذلك، ولو لم يكن هناك مدرب في العالم إلا هو ويحتاج برشلونة (بجيله الممتع حاليا)، فأقترح أن يبقى (البارشا) من دون مدرب، لأن كرة القدم الحقيقية فيه ستؤول إلى زوال، فقد يأتي ويبحث عن عدو، وقد يكون عدوه حينذاك الريال (...)