ليسمح لنا الفيلسوف والعالم البريطاني جون بروكفيلد أن نقول إن حله للغز البيضة والدجاجة، أفسد علينا جميعاً متعة فكرية قديمة تكمن في استشهادنا على الدوام بعلاقة البيضة بالدجاجة، في كل أمر يصور علاقة تبادلية ما بين طرفين، لا يعرف أي منهما هو منشأ الآخر.
لقد أعلن بروكفيلد مطلع هذا الأسبوع، حله للغز الذي «حير البشرية»، مؤكداً أن البيضة هي التي جاءت قبل الدجاجة، واعتمد في حله هذا على أن المكونات الوراثية لا تتطور خلال حياة الكائن، وبالتالي فإن أول طير أصبح دجاجة وجد في البدء كجنين داخل بيضة. بهذا فسر بروكفيلد نظريته، التي لا يستبعد أن يأتي عالم آخر يوماً ما ليدحضها بدليل علمي آخر، يثبت أن الدجاجة هي أصل المنشأ!
عموماً، لم يكن السؤال الذي أجهد بروكفيلد نفسه في حله، يبحث في الأساس عن حل، علمي أو فلسفي، إن هو إلا أحد تلك الأسئلة التي لا نهاية ولا إجابة لها، والغرض منها هو فقط النقاش أو الجدل، الذي لا ينتهي غالباً برأي قاطع. نعم، لم نكن ننتظر أن نعرف من بالضبط الذي نشأ قبل الآخر، البيضة أم الدجاجة، فقد ولدنا وكلاهما موجود ومتوافر بكثرة، ومع تقديرنا للمساهمة العلمية التي قدمت لحل «اللغز»، فربما لا يحدث هذا الحل أي فارق في عالم أصبح حتى الدجاج يصاب فيه بالأمراض القاتلة الفتاكة
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1363 - الثلثاء 30 مايو 2006م الموافق 02 جمادى الأولى 1427هـ