الانجليز الذين يبحثون عن كلمة »خلاعة« هم الأكثر بين كل الناطقين باللغة الانجليزية، نشرت ذلك صحيفة »الإندبندنت« في عددها الصادر يوم الأحد الماضي. فعلى صفحتها الأولى نشرت صحيفة »الإندبندنت« البريطانية تقريرا حول إدمان الانجليز على زيارة المواقع الخلاعية على الانترنت. جاء ذلك في المسح الذي قامت به مؤسسة نلسن نتريتغ (Nielsen NetRating) الرائدة في إجراء المسوحات بشأن الانترنت واتجاهات مستخدميها.
تقول نتائج ذلك المسح إن الانجليز نساءً ورجالاً حققوا رقما قياسياً في تحميل ملفات خلاعية من الانترنت، الأمر الذي جعل من بريطانيا أكثر الأسواق الخلاعية نموا على الصعيد العالمي إذ بلغ حجم صناعة مواقع الويب الخلاعية نحو 20 مليار جنيه إسترليني.
وبحسب ما جاء في »الإندبندنت«، فإن 40 في المئة من عدد السكان الرجال استخدموا المواقع الخلاعية خلال السنة الماضية، وهم الذين لم يكن عددهم يتجاوز الـمليونين خلال العام 2000. وتضيف »الإندبندنت« أن النساء البريطانيات هن الفئة الأسرع نموا في زيارة تلك المواقع، بزيادة قدرها 30 في المئة ليقفز عددهن من نحو مليون إلى 1,4 مليون خلال الـ 12 شهراً الماضية.
وتضيف »الإندبندنت« قائلة إن رجلا واحدا على الأقل بين كل 4 رجال ممن تتراوح أعمارهم بين 25 - 49 قد قام بزيارة أحد المواقع الخلاعية خلال الشهر الماضي الأمر الذي يوصل عدد هؤلاء إلى 2,5 مليون نسمة.
ويزخر مقال »الإندبندنت« بالكثير من الأرقام لكي ينتهي بأن حصة صناعة الخلاعة البريطانية تبلغ 5 في المئة من الصناعة الخلاعية العالمية إذ تبلغ قيمتها مليار جنيه إسترليني مقارنة بالعالمية البالغة 20 ملياراً.
وبقدر ما نأمل ألا يستخدم أحد هذه الأرقام كي يباشر حملة معادية للانترنت بعد قذفها بأسوأ النعوت، بقدر ما ندعو إلى إجراء مسوحات علمية مشابهة على أوجه استخدام المواطن العربي أو بالأحرى الخليجي للانترنت. فمثل هذه الدراسات قادرة على تزويد صناع القرار في بلداننا باتجاهات سلوك زوار الانترنت الأمر الذي ينبغي أن ينعكس إيجابا على رسم سياسات الانترنت ومحتوياتها والخدمات التي تقدمها.
فغياب مثل هذه الدراسات يحصر صناعة الانترنت في بلداننا في مساحات هامشية من الصناعة الوطنية أولا ويفقدها القدرة على استقطاب المواطن ثانياً، وتدفع هذا الأخير نحو المواقع الأجنبية ثالثاً وليس أخيراً
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1363 - الثلثاء 30 مايو 2006م الموافق 02 جمادى الأولى 1427هـ