حين تقف متأملاً البحر، لا تنس أن هذا الموج قد يغيب في يوم من الأيام... قد يقتل، و... يدفن!
29 مايو 2006
ويعتبر هذا الفشت العمود الفقري لمصائد البحرين فيعتبر آخر المحميات الطبيعية الساحلية بمياهنا الإقليمية بعد تعرض سواحل مدينتي المحرق والمنامة وفشت الجارم إلى تدمير مازال مستمراً. إذ تبلغ مساحته الاجمالية أكثر من 70 ميلاً مربعاً، ولا يتعدى مستوى الماء فوق معظم سطحه أثناء الجزر نصف متر، ويحتوي على الكثير من أنواع المرجان، ويتميز بان التيار المائي للخليج العربي يمر به، ما يجعله مكاناً مفضلاً تلجأ إليه يرقات الاسماك للنمو، وتمر من خلاله إلى المناطق الشرقية من البحرين، كما انه يعتبر ممراً رئيسياً في خط سير الروبيان. ففي حال دفنه سنفقد هاتين الميزتين لصالح دولة قطر الشقيقة، ويضر ضرراً بالغاً بالثروة السمكية في البلاد. لقد كان ولايزال ساحل سترة الشرقي وفشت العظم من أهم الموائل للثروة السمكية، يسترزق منه ما يزيد عن 90 قارباً يعود لبحارة سترة والحد والمحرق والبلاد القديم وأم الحصم، كما تسترزق منه من (قرى مهزة وسفالة وأبوالعيش) لوحدها 40 طراداً، يستخدمها 160 بحاراً محترفاً فضلاً عن الكثير من البحارة الهواة. وهم جميعاً من العوائل الفقيرة والتي ليس لديها مكسب آخر، ويزيد متوسط أفرادها عن عشرة، كل هذه الحقائق غابت عن أذهان البعض واستبدوا بدفن الساحل غير عابئين بأنات الفقراء، ولا بهذه الثروة الوطنية المتجددة. وعن عدد الطراريد والسفن التي ترتاد فشت العظم والمناطق التي حوله تصل إلى 1347 طراداً من أصل 2308 في العموم بينما يصل عدد السفن (البوانيش) إلى 127 بانوشاً من أصل 279، وبذلك يكون المجموع 1475 من أصل 2587. أما عن الإنتاج السمكي فوصل في النصف الأول من العام 2003م نحو 2,6 مليون كيلوغرام، وفي النصف الثاني من العام 2003م نحو 3,3 ملايين كليوغرام، أي ما مجموعة نحو 5,9 ملايين كيلوغرام، وإذ إن الفرد البحريني يستهلك 16,9 كيلوغرام سنوياً، فإن هناك نحو 354904 أفراد يستفيدون من فشت العظم سنوياً.
وتشير الاحصاءات إلى ان نحو 90 في المئة من الموارد البحرية في البحرين مصدرها فشت العظم. وعن حملات التدمير في فشت العظم يقول آل الشيخ: تعرض فشت العظم منذ أوائل التسعينات إلى حملة تدمير شاملة بدءاً من الردم والحفر والمصانع وما ترميه من مخلفات سائلة، وكذلك مياه التوازن لسفن النفط ساهمت بشكل كبير في تدميره، إلا انه مازال يحتفظ ببعض حيويته وأهميته كدرع واق للكثير من الجزر والمحميات الطبيعية والثروات المائية الواقعة جنوبه.
إن فشت العظم يعتبر من أكبر المستعمرات المرجانية في المياه الاقليمية للمملكة ويشتمل على بعض الجزر كجزر الدار في الشمال الغربي وجزيرة أم جيليد جنوب غرب الفشت، وفي الجنوب الشرقي يقع رأس غميس وقطعة الخجيجيرة وغنيس جنوباً وهي تابعة لحدود دولة قطر الشقيقة.
وأما فشت الجارم وخور فشت فهما الموئلان الوحيدان الباقيان في شمال البحرين، وهما بيئة طبيعية خصبة لتكاثر الاسماك وبالأخص أسماك الصافي وسمك الشعري والقبقب وكذلك الروبيان، وتتربى فيهما الكثير من السلاحف والحيوانات البحرية ذات القيمة البيئية عالمياً، وتستزرق عليهما جميع بحارة قرى ومدن سواحل البحرين الشمالية، وكذلك اعداد كبيرة من هواة الصيد والمتنزهين
العدد 1362 - الإثنين 29 مايو 2006م الموافق 01 جمادى الأولى 1427هـ