العدد 1362 - الإثنين 29 مايو 2006م الموافق 01 جمادى الأولى 1427هـ

إعذروهم... إنهم محبطون!

وبعد سلسلة من البرامج التوعوية العامة والفئوية التي بادرت جمعيات التكتل بالتخطيط لها وتنفيذها ومنها الموجهة إلى الجهات الإعلامية ومنها الموجهة إلى المجلس الوطني والمهتمين بالبيئة والبحر بل إلى أعضاء من المجلس البلدي الذي تبنى موقف الرغبة في دفن الفشت، فقد نظم التكتل رحلات بيئية بحرية توعوية لفشت العظم وعرف الإعلاميين والنيابيين والمهتمين بفشت العظم على الطبيعة وأن فشت العظم ليس أرضا بورا تبحث عن استثمار صناعي أو إسكاني بل هي شعاب مرجانية وحشائش بحرية وبيئة بحرية ثرية وأنظمة حيوية معقدة شكلت ومازالت تشكل مربى مهما جدا من مرابي الأسماك ومنها الهامور الذي تخلص الدراسات البيولوجية البحرية إلى أن فشت العظم موئل تكاثر وحضانة له، ويشكل الفشت بالتالي أهمية بالغة للصيادين البحرينيين الذين يقتاتون من البحر وتعتمد حياتهم وحياة أسرهم على ثرائه وعطائه والحفاظ عليه. وكان التكتل قد نظم ندوة فشت العظم في مطلع 2005 والتي شارك فيها ممثلون من جهات حكومية وبحثية وأكاديمية واستشارية وبرلمانية فضلا عن الجهات الأهلية التي يمثلها التكتل والجهات والأفراد الذين انضموا إلى التكتل خلال الندوة.

وكان التكتل قد التقى عدداً من الممثلين الحكوميين والمنتخبين المعنيين بقرار الحفاظ على فشت العظم أو تدميره. وكان التكتل قد حمّل مسئولية المساس بفشت العظم والنتائج الوخيمة لذلك التعدي على إرث الأجيال لكل من يشارك في ذلك القرار وطالب باستشارة التكتل وإشراكه في أي قرارات تمس فشت العظم، إلا أن الخبر الذي نشر في صحفنا المحلية (والذي كنا قد قرأنا تلميحات بشأنه سابقا تم نفيها من قبل المعنيين الذين سألناهم)، فاجأنا بحقيقتين مريرتين الأولى أن رأي مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالبيئة وغير المسيّسة ليس له اعتبار لدى متخذي القرار في البحرين، والثانية أن الحفاظ على الثروات الطبيعية وحق الأجيال القادمة في بيئة مصانة ومصدر للثروة الطبيعية مستدام وأمن غذائي متوافر وفرص للاستثمار المستقبلي المستدام محفوظة، هو حق ليس له اعتبار لدى متخذي القرار في بلد المليون نخلة الذي فقد نخيله بسبب مثل هذه القرارات الخاطئة التي تدفع ثمنها البحرين ببحارها الثرية الساحرة التي غاص فيها جلجامش بحثا عن سر الخلود، ويدفع ثمنه صيادوها ممن يُهدَد مصدر رزقهم ونظام حياتهم التقليدي ومستهلكو الأسماك الذين سيجبرون على دفع كلفة باهظة لشراء الأسماك نتيجة لاضطرار البحرين إلى استيراده من جيرانها بسبب خسارة البحرين لموائل أسماكها.

ويدفع ثمنه بيئيوها ممن يؤمنون بأن حماية البيئة أساس لاستمرار الحياة وهم يشهدون تدمير أهم الموائل البحرية أمامهم، وكذلك علماؤها وباحثوها ممن يفقدون معامل أبحاثهم الطبيعية يوما بعد يوم وتنقرض الكائنات أمامهم قبل ان يتسنى لهم دراستها وتسجيلها عالميا.

ويدفع الثمن أيضا البحرينيون نساء ورجالا وأطفالا ممن سيحرمون من القيمة الجمالية للتمتع بجمال بيئتهم البحرية التي تنفق دول أخرى أموالا طائلة لتنمية بيئات مثلها، وتدفع الثمن فرص البحرين المستقبلية للاستثمار في السياحة البيئة التي تعد أكبر قطاعات الاستثمار نمواً في العالم واسهاما في الدخل القومي.

كما سيدفع الثمن الأكبر الأجيال القادمة التي صوت آباؤها وأجدادها وخالاتها وأعمامها على ميثاق عمل وطني يعدهم بحماية ثرواتهم الطبيعية ويؤكد الاستثمار الرشيد للثروات الطبيعية وأن الشعب هو مصدر السلطات جميعا.

يطالب التكتل البيئي لحماية فشت العظم الجميع في بيانه هذا بالوقوف معه للدفاع عن فشت العظم فإن الأجيال القادمة ستسأل وتحاسب الجميع على التفريط في ثرواتها البحرية

العدد 1362 - الإثنين 29 مايو 2006م الموافق 01 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً