جميل أن نرى المشاركات الشبابية في عدد من الصحف، إذ لا تخلو أية صحيفة من الكوادر الشبابية التي أثبتت قدرتها على العطاء في هذا المجال، وهنا يشار إلى الدور الذي لعبه الشباب في المساهمة بتسيير الإعلام المقروء بروح شبابية من دون الانفصال عن الخبرات ذات الباع الطويل، ومن هذا المنطلق يمكن القول إنه أصبحت هناك بصمات شبابية واضحة في هذا الحقل الحساس والمؤثر بشكل كبير في المجتمع.

إلا أنه من الواضح أيضاً خروج كثير من هؤلاء الصحفيين عن مسار الأخلاق الإعلامية ذات المسئولية المجتمعية، فنحن فعلاً لا نريد رقيباً على الكلمة بل نريد أن نكون رقيبين على أنفسنا وعلى كل كلمة نكتبها إذ نحرص كل الحرص على نقل الحقائق من دون خلق الفتن والصراعات التي يظن بعض الشباب الصحافي المتحمس أنها ستخلق له اسماً متميزاً في الوسط الإعلامي بما يقدمه من سبق صحافي حتى لو كان غير مبني على حقائق بل شائعات تتداول هنا وهناك.

ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الشباب التي زجت في مجال الصحافة من دون أن تتفقه أساسيات الإعلام والصحافة خصوصاً، لتجول وتمرح في نشر الشائعات والأخبار التي لا تستند إلى مصدر موثوق منهم بل مجرد كلام يتطاير في الهواء، معتمدين في ذلك وضع حروف مختصرة للمصدر حتى لا يكشف عنه بشكل صريح وبالتالي يفتقد الصدقية في نقله ، كما أن الكثير منهم لا يعي جيداً أنه متى ما كان الخبر سيسلك مسلكا سلبيا في التأثير على المتلقيين بحيث لا يؤدي إلا لزعزعة وضع ما من دون وجود أية ايجابية في نشره فإن ذلك لا يستدعي من الصحافي نشره بل من الواجب تقييم الآثار المترتبة عليه قبل الإقدام على أي شيء. والمصيبة الكبرى هي أن ترى مجموعة من الصحافيين الشباب الذين يتوجهون نحو تحويل مضمون موضوعاتهم إلى ما يشبه بشكل كبير المحتوى الذي تبثه كثير من القنوات الفضائية في الفيديو كلبات مستغلة بذلك اظهار مفاتن المرأة بشكل لا يليق بها، هنا لدينا تجارب لبعض الصحافيين تستند إلى هذا المبدأ ولكن بشكل اقل وطأة مما تقوم به الفضائيات، ذلك من خلال الاعتماد الكلي على نشر صور الفتيات وبشكل ملفت من دون وجود أي تحليل منطقي لعلاقة الصور بمضمون الموضوع، بل إن الهدف الرئيسي هو إغراء الشباب لتصفح الصفحات التي تروج لموضوعاتها بهذه الطريقة الرخيصة.

نأمل أن يتفهم هؤلاء الشباب أن الكلمة والصورة الصحافية هي أمانة، ولابد من نقلها بشكلها السليم من دون التحريف أو التلاعب بها