احتدام معارك الشوارع في العاصمة الصومالية (مقديشو)، والتي راح ضحيتها العشرات في أقل من أسبوع، ينذر بكارثة جديدة تعمق جراح ذلك البلد العربي المسلم.
الصومال يعيش حاليا فوضى عارمة نتيجة الصراع المسلح بين الميليشيات المسلحة المحلية من جهة والتآمر الخارجي من جهة أخرى، بالإضافة إلى الموقف المتخاذل من المجتمع الدولي الذي ترك الصومال لأهواء دول «صديقة» تتحكم فيه كيفما تشاء. ما يحدث حاليا في مقديشو من معارك وحرب شوارع، يشير إلى وجود أياد أجنبية تعمل على إذكاء الصراع، وتحديدا الولايات المتحدة، التي اتهمها وزير الصحة الصومالي عبدالعزيز شيخ يوسف بالتدخل ودعم بعض أمراء الحرب ضد ميليشيات «المحاكم الإسلامية»، وهذا الاتهام أقرت به واشنطن ضمنا حين قالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشئون الإفريقية خيداي فريزر، إن واشنطن تعمل مع العناصر التي تساعدها على القضاء على «القاعدة» والحيلولة من دون تحول الصومال إلى ملاذ آمن للإرهابيين، حسب تعبيرها، أو إلى «طالبان» جديدة في إشارة إلى نموذج أفغانستان.
التدخل الأميركي في الصومال حتى وان كان من وراء ستار هو تكرار لتجربة ما بين عامي 1992 و1994 حين منيت قواتها بخسائر كبيرة في الأرواح، هو تدخل. يدفع ثمنه الأبرياء في الصومال ويقود البلد إلى حرب أهلية طاحنة تقضي على الأخضر واليابس.
الحل الوحيد للخروج من المأزق الحالي في الصومال الذي يكوى بنارين داخلية وخارجية، هو دعم الحكومة المختارة ديمقراطيا وصد كل من يريد أن يعيد الصومال مرة أخرى إلى دائرة الحرب، ووقف دعم الميليشيات.
من المفارقات التي صاحبت مسيرة الصومال الدامية، أن علم البلاد يحمل اللون الأزرق الفاتح وتتوسطه نجمة بيضاء، وهو نفس لون علم الأمم المتحدة، حارسة الشرعية والسيادة القطرية في العالم. لكن الفرق بينهما أن الصومال بلد اعتاد أن يهمل دوليا وعربيا
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1361 - الأحد 28 مايو 2006م الموافق 29 ربيع الثاني 1427هـ