بداية لابد أن أسجل هنا احترامي الشديد لشركة نفط البحرين (بابكو)، وذلك لعدة أسباب... السبب الأول هو أن ردودها في الصحافة مقابل ما يكتب ضدها تتسم بالكثير من الاحترام والاحتراف في الصوغ، وثانيها أن بابكو هي (بالتأكيد) شريان رئيسي للاقتصاد البحريني، وثالثها لأني أكن (ليس القليل) المودة لها مع غالبية أعضاء مجلس الإدارة، ورابعها لأني احترم رئيسها التنفيذي وجميع العاملين في هذه الشركة العملاقة، وخامسها لأني أحمل الكثير من المودة للوزير المسئول عنها.
ولكن... وهذي لكن من الكبار... توجد لدي الكثير من التحفظات على ما يجري داخل وخارج مكاتب هذه الشركة من ظلم تتعرض له الغالبية من الموظفين البحرينيين وعدم مساواتهم بنظرائهم الأجانب، أو تفضيل بعضهم على بعض ومن دون أسباب وظيفية... وكذلك لدي أيضاً الكثير من الاختلافات في الرأي بشأن التلوثات الناتجة عن مصنع تكرير النفط الذي يقع في منطقة المعامير، والمشكلات الصحية التي حلت (والتي ستحل مستقبلاً) على سكان المنطقة وسكان المناطق المحيطة بها نتيجة لهذا التلوث البيئي الخطير بسبب الأبخرة الكيماوية الصادرة عن عمليات التكرير.
ولكن (أيضاً) على المسئولين (الكبار والمتوسطين) في بابكو (وخصوصاً مدير النادي المتحمس كثيراً للقضية) أن يعلموا أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية... وكل ما نريده نحن والموظفون البحرينيون في الشركة، وكذلك بعض المواطنين المتضررين، هو فقط سعة الصدر والتفهم المجدي للوصول إلى حلول مرضية لجميع الأطراف... أو على الأقل بعض الأطراف المتضررة والحنانة.
عند بداية تعيين الرئيس التنفيذي الجديد لشركة بابكو، أحس الكثير من الموظفين البحرينيين العاملين بالشركة أن مستوياتهم المعيشية ستتبدل إلى الأحسن، وأن هذا الشخص المسئول والذي طور كثيراً من شركة الخليج للبتروكيماويات عندما كان المسئول المباشر عنها، هو بالتأكيد سيكون الشخص المناسب، والمنقذ لهم عندما يتسلم ويتركز في عمله الجديد كرئيس تنفيذي للشركة العملاقة.
الموظفون البحرينيون في بابكو لا يطلبون الكثير... كل ما يطلبونه هو مساواتهم بالموظفين الأجانب في بعض العطايا والمكافآت الوظيفية، هم يريدون من مسئولهم الكبير أن يجتمع بهم ويسمع شكاويهم ويحلها أو يحاول أن يحلها لهم... لا أكثر ولا أقل... هم يريدون أن يشعر المسئول بأهمية وجودهم على رأس أعمالهم، ويثق فيهم كموظفين مواطنين ولديهم الإمكانات والكفاءات التي تؤهلهم لشغر الأماكن التي يسيطر عليها الموظفون الأجانب الذين تعدت أعمارهم الخمسة والستين عاماً... يعني هم فقط يريدون أن تكون لهم أهمية الموظف الأجنبي نفسها المدلل بالرواتب والعطايا.
ولعلمكم يا مسئولون عن شركة بابكو، انه توجد لدي الكثير من الشكاوي الشخصية في هذا المجال الوظيفي بالشركة، ولكني لا أريد أن أنشرها حالياً، ولا أريد التحدث عنها أصلاً... تاركاً المجال لكم (بينكم وبين موظفيكم) ليتم حلها فيما بينكم بالتراضي، وأرجو أن يتم حلها قبل أن تكبر هذه المشكلات ويتم تصعيدها من موظفيكم المظلومين، ومن ثم تصعب عليكم الحلول التي هي نسبياً سهلة الآن.
ومن جهة الأمور الخارجية... التي هي المشكلات التي يعتقد المسئولون في بابكو أن بعضاً من المواطنين القاطنين بالقرب من مصنع التكرير هم الذين اختلقوها، أنا أعتقد أن الشركة مسئولة (أو لنقل يمكن أن تكون مسئولة) عن بعض التضرر والمشكلات الصحية التي أصابت بعضاً من المواطنين وعائلاتهم... لذلك عليها أن تحل الأمور بالتراضي وبعيداً عن (السندارة وعوار الراس) غير المرغوب فيها حالياً، ونحن مع المواطنين سنكون لها من الشاكرين... يعني مرضى وفقراء ومطلوب مساعدتهم.
عندما كتبت موضوعي الذي كان عنوانه (مصنع التكرير دمر المعامير)... أعجب به أحد الإخوان العزيزون وقام بوضعه في أحد المنتديات الإلكترونية، ومن ثم تم تداول الآراء حوله... لكن الطريف في موضوع تداول الآراء هو أن الإخوان الذين يدخلون الموقع كان نقاشهم منصباً على قرية المعامير فقط... هل بيوت القرية بنيت بعد وجود المصنع أم كانت موجودة في الأصل قبل وجود المصنع؟
يا جماعة يا منتدين... الغازات السامة والمنبعثة من مصنع تكرير النفط يصل مداها إلى منطقة كبيرة في الرفاع الشرقي، وجزيرة سترة، وقسم من مدينة عيسى
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1361 - الأحد 28 مايو 2006م الموافق 29 ربيع الثاني 1427هـ