«عندما يتقدم شخصان إلى وظيفة، أحدهما متخرج من جامعة خاصة والآخر من جامعة البحرين، فإن الأولوية تكون لطالب جامعة البحرين في الحصول على الوظيفة». لاتزال هذه العبارة تثير حنقي واستيائي لما فيها من استهانة بالعقل الجامعي وما فيها من خيال واضح ومحاولات يائسة للطبطبة على الأكتاف وتسكين نفوس الطلبة.
لقد كانت تلك العبارة هي الشعار الذي يتناقله طلبة جامعة البحرين فيما بينهم حينما بدأت الجامعات الخاصة بالظهور خلال السنوات القليلة الماضية، ودأب الطلبة على ترديدها حينما يعلن شخص عن رغبته في الانتقال إلى جامعة خاصة، ولا أعتقد أن المبرر الوحيد هو الغيرة من هذا الشخص الذي حصل على فرصته في الهرب من الواقع الذي وضع فيه، بل إنها تلك الصورة القديمة التي كانت ترسم عن جامعة البحرين بأنها الجامعة المعتمدة والأفضل التي وجدت لتقديم التعليم العالي المناسب للطلبة.
أعتقد أن هذا الكلام، أكل عليه الزمن وشرب «وغسل يده أيضا»، إذ أن من كان يصف جامعة البحرين بأنها الأفضل، كان يتحدث في وقت لا يوجد فيه أي شكل من أشكال المنافسة معها عدا الدراسة في الخارج، إلا أن وضع المقارنة الآن يختلف، فمن غير المعقول، أن من سيتكبد عناء إنشاء جامعة خاصة، بما يتطلبه الأمر من تصاريح ورأس مال واعتمادات من الجهات التعليمية المختصة، ومدرسين وإداريين، لن يهتم بالمستوى التعليمي ولا نوعية الشهادة التي ستقدم من جامعته.
وتدعيماً لذلك فقد كنت أتحدث مع إحدى الطالبات التي تصف نفسها بأنها «ممن نفد بجلده» من جامعة البحرين وانتقل إلى إحدى الجامعات الخاصة، وتساءلت فيما كنا نتناقش عن الفرق بين التعليم في الجامعة الوطنية والجامعات الخاصة، فقالت: «يمكنني أن ألخص لك الأمر في موقف واحد، وهو أننا تضايقنا من أحد الأساتذة في أول حصة له، فطالبنا الإدارة بعد الحصة بتغييره، وتم التغيير منذ الحصة التي تلتها!» والمفارقة ليست هنا! فقد أضافت الطالبة أنه «حينما كنت في جامعة البحرين، حفيت ومعي زميلاتي من «الأستاذ نفسه» أمام باب رئيسة القسم، طلبا في أن يتم تغييره أو لفت نظره لكي يقوم بتدريسنا بشكل أفضل، و«مو بس ما سوّو لينا شي!» أصلا رئيسة القسم ما بينت في مكتبها طول ذاك السبوع!»
أعتقد أن الموضوع أصبح واضحا، فقد تردى نظام المتابعة والرقابة على أداء الكادر التعليمي، ولو علمت الجهات التي اعتمدت شهادة جامعة البحرين بالمستوى الذي وصلوا له، لصفقوا ومنحوهم شهادة نهاية الخدمة، وأحالوا الجامعة على المعاش
إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"العدد 1361 - الأحد 28 مايو 2006م الموافق 29 ربيع الثاني 1427هـ