يتميز المواطن في معظم دول العالم - هذا إذا لم يكن جميع الدول - بميزات عدة تقدمها الدولة لهذا المواطن باعتباره صاحب الأرض، كما أنه وعند زيارتك إلى أية دولة فإن باستطاعتك أن تعرف المواطن من غيره، وهنا يأتي السؤال: أين المواطن البحريني من كل ذلك؟، ليأتي الجواب مواطن، ولكن لا وظيفة مناسبة، ولا راتب يسد رمق الحياة التي تزداد صعوبة وتزداد معها الأسعار بينما يظل الراتب على ما هو عليه، مواطن ولكن عندما يريد الزواج فإنه يقترض من المصرف ويرسل عشرات الرسائل لمكاتب التجار والصناديق الخيرية للحصول على بعض مصاريف زواجه، مواطن ولكن عندما تراه في الطريق لا تعرفه إذ يقود الأجنبي السيارات الأغلى ثمنا ولا تكلفه حتى سعر بنزينها إذ تتكفل شركاتنا بتوفيرها له، بينما ترى المواطن في سيارة وان ايتي بي كل يوم وياها في الكراج.
وأما تمتع المواطن بالسواحل فهو مرتاح منها إذ وفر المتنفذون للمواطن بضعة أمتار منها وذلك حرصا منها على عدم إتعابه في البحث عن منطقة ساحلية يرتاح فيها هو وعائلته، بل جعلت خياراته سريعة إذ لم تبقِ سوى 26 كيلو من تلك السواحل، وخوفا من المتنفذين على العائلة البحرينية من شقاء شراء الأثاث وبناء المنازل، سيطروا من أجل ذلك على معظم مساحات الأراضي خوفا منهم على موازنات المواطنين المثقلة أصلا بالقروض. ومن أجل أن نعرف أن المواطن في البحرين مكرم نستعرض معكم بعض ما حصل عليه المواطنون من مميزات المواطنة:
1- بينما كنت انتظر أخذ موعدي عند الطبيب جلس بجواري أحد كبار السن الذي كان هو الآخر ينتظر موعد أبنائه عند الطبيب، بدأ الرجل بالحديث عن الآهات التي يتعرض لها يوميا ومن ضمنها أخذ يقول «أنا مواطن وأعمل لدى أحد المتنفذين في أحد البساتين ويعمل معي عدد من الأجانب ورغم مرور سنوات على عملي و إخلاصي إلا أنني أعامل يوميا بصورة المتهم، إذ يتم تفتيشي عند دخولي وخروجي بينما يدخل الأجانب و يخرجون دون أدنى سؤال»، هذه إحدى مميزات المواطن البحريني فهل سمعتم عن مواطن يعامل بكل هذا الاحترام كما يعامل المواطن البحريني؟!
2- أما قصة المواطن الآخر فهي كما يرويها «كنت أعمل في إحدى شركات تصليح السفن، وكان بعض العمال الأجانب بين فترة وأخرى يتم إرسالهم لإصلاح سفينة أحد المسئولين ويقوم هذا المسئول بإعطاء كل شخص منهم مبلغاً من المال كمكافأة لهم، وفي يوم تم إرسالي، ولأني كنت محتاجا إلى المال كنت فرحا وعند انتهائنا من العمل جاء المسئول كعادته يتفقد سفينته وعند وصوله راني فقلت خلاص رايح يطرش ليي البيزات، ولكني علمت في اليوم الثاني أنه اتصل بالمسئولين في الشركة وقام بنهرهم لأنهم أرسلوا شخصاً بحرينياً»
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 1360 - السبت 27 مايو 2006م الموافق 28 ربيع الثاني 1427هـ