العدد 1360 - السبت 27 مايو 2006م الموافق 28 ربيع الثاني 1427هـ

ثورة غابت عن خطاب سبلنغز

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في كلمتها التي ألقتها أمام اجتماع وزراء التعليم العرب المنعقد في شرم الشيخ، في 25 أيار/ مايو 2006، قالت وزيرة التربية والتعليم الأميركية، مارغريت سبلنغز، إن التعليم هو أساس التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي، وإن من واجب كل دولة أن توفر لأبنائها الأدوات التي يحتاجون إليها للنجاح في اقتصاد المعرفة - العالمية.

وأكدت سبلنغز في كلمة ألقتها أمام الوفود التي شاركت في الاجتماع الوزاري الذي نظمته مجموعة الثماني ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا لوزراء التعليم في شرم الشيخ، بمصر، في 24 أيار/ مايو الجاري، أن »التعليم هو الأساس الذي يقوم عليه نجاح أبنائنا جميعا. فهو يدفع عجلة الفرص والتفهم والحرية. وهو يعزز الاقتصادات ويكبح انتشار الأمراض ويحسن نوعية الحياة لشعوب بأكملها. إنه يمنحنا الأمل لمستقبل أكثر إشراقا. وهو يعلمنا أن نرى إلى أبعد من الجهل والتعصب الأعمى، وأن نحترم ونقدر الثقافات التي ليست ثقافتنا«.

على رغم كل ما ورد في خطاب سبلنغز لكنها ظلت أسيرة الخطاب التقليدي حول أهمية التعليم ودوره، وتجلى ذلك حين أكدت أنها وجدت أن دراستها اللغة العربية أثبرت حياتها بشكل خاص. بهذه الكلمات، وفي مقاطع أخرى كثيرة من الخطاب حصرت سبلنغز نفسها في الحديث عن محتويات الكتب الدراسية والمهارات المطلوبة من مخرجات التعليم لتلبية خطة اقتصادية هنا او تطور اجتماعي هناك. ولكي لا نقسو على الوزيرة الأميركية ينبغي أن ندرك الخلفية السياسية والاقتصادية التي تكمن وراء الخطاب، وقبل ذلك الاجتماع الوزاري الذي نظمته مجموعة الثماني ودول الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا لوزراء التعليم في شرم الشيخ، بمصر.

لا ننكر أن سبلنغز قد دعت إلى ثورة لكنها ثورة تقليدية في الكثير من جوانبها. ما لم يأت على ذكره خطاب الوزيرة الأميركية هو ثورة الفصل الدراسي التي تعم بعض دول العالم ومن بينها وليس في طليعتها - الولايات المتحدة. لقد كسرت أنظمة التعليم الإلكتروني بتحالفها الاستراتيجي غير القابل للفكاك مع ثورة الاتصالات والمعلومات قيود التعليم التقليدي. ثورة من نمط جديد ترسم معالم مجتمع جديد ربما لم يكن على طاولة حوارات ذلك الاجتماع، وإن كان فنخشى أن يكون من زاوية غير التي نقصدها.

تدرسنا كتب التاريخ عن ثورات اندلعت واكتسبت صفات القوى الاجتماعية التي قادتها أو دافعت تلك الثورات عن مصالحها أو تبنت فكرها. على سبيل المثال لا الحصر ثورة العبيد التي قادها سبارتكوس ضد الإمبراطورية الرومانية... انتفاضة الفلاحين في ألمانيا... ثورة العمال الروسية... إلخ.

اليوم تهب على العالم أو بالأحرى على أجزاء من العالم ثورة الفصل الدراسي التي يصعب الحديث عن قوة بوسعها أن توقفها أو ان تحد من مدها. ثورة تهشم حدودها جدران المؤسسة التعليمية التقليدية، وتتجاوز آفاقها الزمنية مواعيد الفصل الدراسي المتعارف عليها وتستبدل محتوياتها ما تناقلته كراسات التعليم المتوارثة عبر أجيال تاريخية لم تعد قادرة على الصمود

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1360 - السبت 27 مايو 2006م الموافق 28 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً