لعل من غرائب الزمان هو أن رئيسة معهد البحرين للتنمية السياسية لولوة العوضي تكرر دائماً أنها «نفذت» ما يطلبه الشيخ عيسى أحمد قاسم بشأن المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي، وعليه قامت بطرد خبير المعهد فوزي جوليد من البحرين! لن أحاول أن أفند هذه المقولة، لأن الجميع يعلم أن اسم الشيخ عيسى قاسم إنما يستخدمه البعض إما بهدف الاستهزاء أو بهدف خلط الأوراق... وفي الحالين، فإن معهد البحرين للتنمية السياسية ثبتت جرأته على ذلك، ولكن لم تثبت جدارته في أي منهما.
فمن ناحية خلط الأوراق، فإن اسم «عيسى قاسم» يتردد هذه الأيام في عدة اتجاهات، والمرددون للاسم يشتركون في غاية واحدة. فإلى لندن وجنيف أرسلت أخيراً مجموعة من النسوة للالتقاء بمنظمات وشخصيات حقوق الإنسان الدولية... وبحسب المعلومات الواردة فإن اسم «عيسى قاسم» هو الذي تردد في معظم الاجتماعات بهدف إيصال رسالة إلى المنظمات والشخصيات الدولية بأن عيسى قاسم ضد حقوق الإنسان وضد حقوق المرأة، وهو ذاته الأب الروحي لجمعية الوفاق، وبالتالي فإن هؤلاء (قاسم، الوفاق، الخ...) رجعيون ومضادون للحقوق التي تنادي بها المنظمات الدولية (الغربية تحديداً).
من جانب آخر فإن اسم عيسى قاسم يذكر في المنامة لتبرير اتخاذ قرار متعجرف قضى بطرد شخص عاش في البحرين أربع سنوات برخصة من الديوان الملكي... وفي هذه الحال فإن الاسم يستخدم على أساس أن الذنب فيما حصل يعود أساساً إلى عيسى قاسم... فهو المتهم الأول في كل شيء معاد للغرب (أميركا تحديداً)، وللمرأة في البحرين، وذلك بحسب رأي من يردد اسم قاسم في كل مرة يطرح السؤال عن السبب في استخدام وسائل أمن الدولة ووسائل اللف والدوران لخنق أنفاس الناس.
إذاً، عيسى قاسم هو ضد المرأة في لندن وجنيف، وهو ضد أميركا وفوزي جوليد في المنامة... وعليه فإن على الجهات الغربية التي ساندت مطالب المعارضة البحرينية أن تلتفت إلى أن أحد الرموز التي لها وزن في احد اتجاهات المعارضة انما هو شخص معاد للتطور ومعاد للمرأة ومعاد لأميركا ومعاد للغرب، وبالتأكيد فإنه معاد للديمقراطية أيضاً.
حسناً، وصلت الرسالة... فلدينا شيخان لعيسى قاسم، وكلاهما يجب أن يمقتهما الغرب... فأحدهما معاد للمرأة، والآخر معاد لأميركا، وكل ما هنالك أن بعض الجهات البحرينية (ليست جمعية الوفاق في هذه الحال) تنفذ أوامر الشيخين عيسى قاسم وعيسى قاسم... وبحسب التوصيف المطروح للشيخ عيسى قاسم، فإنه شخص «مخيف» و«مرعب» و«خطير» و«رجعي»، وهو في الوقت نفسه يمسك بزمام أكبر جمعية سياسية ستدخل الانتخابات في 2006، وعليه فإن على الغرب (وأميركا تحديداً) أن تعذر بعض الجهات الرسمية إذا اتخذت إجراءات معادية للديمقراطية حماية للعالم المحكوم أميركياً في قبال جهة أو شخص لا يمكن التساهل معهما.
لقد كررت رئيسة معهد التنمية السياسية اسم عيسى قاسم في كل مرة حاولت تبرير الأسلوب غير الإنساني الذي اتخذته ضد فوزي جوليد... وللتاريخ، فإن الموقف الذي نتبناه ليس بهدف الدفاع عن وجود أو عدم وجود معهد أميركي أو غير أميركي في البحرين أو في أي مكان آخر، وإنما هو ضد الأسلوب الذي يذكرنا بأيام قانون أمن الدولة، عندما كانت القرارات والسلطات تتخذ على أساس تقديرات شخصية ومن دون أي احترام لعقل وذوق الإنسان. وحري بمن يتخذ قراراً ألا يرمي بعبء وسيئات قراره (أو قرارها) على جهة أخرى، وخصوصاً إذا كان (أو كانت) منشغلاً (أو منشغلة) في مواجهة تلك الجهة (أو ذلك الشخص) على جبهة أخرى
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1360 - السبت 27 مايو 2006م الموافق 28 ربيع الثاني 1427هـ