العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ

بوش يناضل من فراغ

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أميركا حينما شنّت حربها الشعواء على منطقة أطلقت عليها «الشرق الأوسط الكبير» استهدفت بالدرجة الأولى أصحاب الفكر المتشدد أي ما تزعم بوجوده «الإرهاب» وملاحقة فلول الإسلاميين المتشددين فترصدت لهم من معقل بؤر تجمعهم من أفغانستان أولا في العام 98 وما أسفرت هجماتها الشعواء في تشتيت فلول أنصار «القاعدة» وزعيمهم أسامة بن لادن في أرجاء المعمورة فمن العراق التي ارتبطت قصته إضافة لرواية أسلحة الدمار ما أثير بشأن مزاعم علاقة النظام العراقي المخلوع صدام حسين بتنظيم «القاعدة».

الهدف الذي انطلقت منه الحرب كان محاربة المتشددين المسلمين في أية بقعة في العالم وهذا ما يبرهن لنا حملة المداهمات والاعتقالات التي طالت مئات من المسلمين العرب الأبرياء والانتهاكات التي تعرضوا لها جميعاً تنصب تحت مسمى ملاحقة المتشددين. التشدد والتطرف الإسلامي هي إحدى حلقات سلسة من الذرائع التي كانت أميركا تتحجج بها بغية الوصول بيسر إلى صوغ قرارات واستخراجها لتوهم الشعب الأميركي بالدرجة الأولى والعالمي ثانياً أن كفاح أميركا ما يأتي إلا لمنع تسلل هؤلاء العناصر إلى قلب وحدود أميركا وهذا ما دعا بها تخترع نظرية «الحروب الاستباقية».

قبل أيام انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرايت التشدد المسيحي لرئيس الجمهورية جورج بوش وقالت: إن بوش تسبب في نفور المسلمين في جميع أنحاء العالم باستخدامه عبارات تعبر عن معتقداته المسيحية المطلقة خلال مناقشة السياسة الخارجية الأميركية. في حين نجد في الجانب الآخر أحد المحافظين المتشددين ينتقد ضعف بوش في إظهار نفسه كمحافظ، معتبرا إياه مخادعاً. وقال ريشارد فيغري: إن الرئيس «يتحدث كالمحافظ طمعا في أصواتنا، لكنه لم يحكم أبدا كالمحافظ». ودعا إلى إنشاء حركة سياسية جديدة تصنف إلى يمين الحزب الجمهوري، معربا في الوقت ذاته عن «استيائه» الشديد من الرئيس والحزب الجمهوري.

وبالنظر إلى ما أثير سابقاً، نجد أن بوش وقع بين نارين فهو من وجهة نظر المراقب العربي والسياسي وأولبرايت متشدد دينيا إلى حد الذي جعله يطلق حربه الشعواء ضد الإرهاب الهادفة في الأساس إلى تتبع أصول نهج ما يملي عليه صنّاع القرار «المسيحيون المتشددون» المحافظون الجدد بينما نجد أن احداً من هؤلاء ينتقده ويدين ضعفه في إظهار ولائه لهم، بل يذهب إلى حد يدعو أنصاره إلى إطلاق قوة ثالثة تصنف كحزب مستقل و التخلي عن دعم بوش وعن دعم حزب الجمهوريين في الانتخابات، الأمر الذي سينعكس سلباً على رصيد الجمهوريين كقوة حاكمة في الكونغرس في الانتخابات المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني

العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً