يعتقد 62 في المئة من الأميركان أن مستقبل أبنائهم الاقتصادي في مهب الريح، ولن يكون كما يريدونه لهم. جاء ذلك في نتائج المسح الذي أجرته شركة بيغ ريسيرش (BIGresearch) الأميركية على 7,500 مواطن أميركي قال ثلثاهم أن أبناءهم وأحفادهم لن ينعموا بالمستقبل الاقتصادي الذي يرنون إليه. وتعتبر شركة BIGresearch من الشركات الرائدة في مجال المعلومات من خلال حيازتها على أحد أكبر مناجم البيانات (Data Mining) إلى جانب أنشطتها الأخرى ذات العلاقة بذلك، ومن أهمها دراسة اتجاهات السوق وسلوك المستهلك. وكشفت الأسباب الكامنة وراء تلك المخاوف التقليدية المعروفة عن تفاوتها بين »تعليم أفضل وتقنيات أكثر تقدما مرورا بسياسات سيئة وحكومة رديئة، انتهاء بالتضخم والغرق في الديون«.

وكما جاء في التقرير فقد ساد هذا التصور المشاركين من الأعمار كافة، لكن لوحظ أن إجابات النساء كانت أكثر تشاؤما من الرجال، في حين لم يصل إحباط الفئة الشابة التي تراوحت أعمارها بين 18 - 24 سنة المستوى الذي سيطر على الفئات العمرية الأكبر سنا.

الفئة العمرية التي كانت أكثر الشرائح غير المطمئنة إلى المستقبل الاقتصادي، كانت تلك التي تراوحت أعمارها بين 35 - 54، والتي جاء في إجاباتها ما يأتي:

- 48 في المئة من تلك الفئة غير قادرة على توفير ما يكفيها لسد احتياجاتها في المستقبل.

- 31 في المئة تسدد فواتيرها ونفقاتها بالدفع النقدي لكونها غير قادرة على استخدام طرق أخرى تتطلب وفرة مالية ليست بحوزتها

- 34 في المئة تفكر جديا في زيادة ما تقوم بتوفيره في أقرب فرصة ممكنة.

وينقل عن نائب رئيس شركة BIGresearch جو بايلوتا (Joe Pilotta) »إن النساء والرجال، على حد سواء، من من أجري عليهم ذلك المسح، ومن الفئة العمرية التي تتراوح بين 35 - 54 سنة يتمتعن بقسط وافر من التعليم، وتملك المنازل التي تقطنها، ويصل دخلها السنوي إلى نحو 50,000 دولار، وعلى رغم كل ذلك فهي لا ترى أي احتمال في تحسن أحوالها المعيشية، وهذه النظرة هي التي تحكم تصورهم للمستقبل المظلم الذي ينتظر أبناءهم«.

وتحسبا لهذا المستقبل بدأت شرائح من العينة في تغيير سلوكها الحياتي، فقد أجاب 42 في المئة أنهم بدأوا يقلصون نفقات وجبات المطاعم التي يأمونها ليلا، في حين خفض 38 في المئة منهم موازنات السفر خلال الاجازات، واكتفى 37 في المئة بالاقتطاع من مخصصات الأنشطة الترفيهية، مثل ارتياد دور السينما.

وأخيرا اشتكت نسبة عالية منهم، وخصوصاً السيدات ممن تراوحت أعمارهن بين 35 - 54 من تقلبات أسعار الوقود.

هذه حال مستقبل أبناء الأميركان... فأي مستقبل يا ترى ينتظر أبناءنا؟ هذا على افتراض أن عبارات مثل »التخطيط للمستقبل« لها مكان في معاجم سلوكنا فما بالك بتفكيرنا