العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ

الانضمام إلى المجلس «السعيد»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

اليوم تمر الذكرى الخامسة والعشرون على تأسيس مجلس التعاون الخليجي في الوقت الذي نجد فيه تعالي أصوات المسئولين اليمنيين في ذكرى الوحدة اليمنية التي مرت منذ أيام بشأن دعواتهم لادخال اليمن ضمن عضوية المنظومة الخليجية متناسين أن العضوية تضم الدول المطلة على ساحل الخليج وهو الاسم الذي استمدت به اسم منظومتها الاقليمية لاغير.

فالخليج عندما كان فقيراً معدماً أيام أجدادنا وآبائنا لم تكن الدول العربية الأخرى التي تنعم في رغد ونعيم تأبه بأهل هذه المنطقة او حتى بأنظمتها السياسية إذ تقوم في أوقات كثيرة بالتعالي عليها والاستخفاف بقدرات المنطقة وشعوبها.

لكن عندما حلت نعمة النفط في أراضي الخليج وبدأ التطور يواكبها في شتى مجالات مسيرة النهضة التنموية المستمرة حتى الآن فقد بدأت بعض الدول العربية تطمع في الدخول إلى عضوية المجلس بسبب المكتسبات الاقتصادية التي قد تحصدها من وراء ذلك ليكون هناك بالتالي منافس آخر لشعوب دول المجلس التي مازالت تطمح الكثير من هذه المنظومة وهي في حاجة الى حل مشكلاتها الحياتية والاقتصادية إذ لايزال هناك الفقر والبطالة.

يبدو أن المسألة قد تكون مطاطة إن لم تلتفت دول المجلس إلى ذلك، إذ وصف أحد المسئولين الخليجيين في رده على سؤال للصحافيين خلال عقد قمة المجلس في إحدى العواصم الخليجية بأن هذه المنظومة تخص اقليماً محدداً بدول محددة لكن إن فتح الباب، فالأمر قد يتحول إلى فندق كبير يضم جميع الدول وإلا فلن يكون مجلس الخليج بل مجلس الدول العربية على غرار الجامعة العربية.

وبالنظر إلى ما يسعى إليه اليمن حالياً، فإن ذاكرة الخليجيين مازالت تحتفظ بتلك المواقف المخزية التي اتخذها بعض الأشقاء حينما صفقوا وأيدوا في الثاني من أغسطس/آب الأسود في العام 1990 حينما غزا دكتاتور العراق المخلوع صدام حسين الكويت.

فهذا موقف لا يمكن أن ينسى بسهولة من قبل دول الخليج والكويت تحديداً التي واقعا أول من دعت إلى تأسيس مجلس التعاون الخليجي إذ كانت من بناة أفكار أميرها الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح - رحمه الله-.

ليس هذا فحسب فدخول اليمن ذي الكثافة السكانية العالية مقارنة بدولنا الخليجية سيترتب دخول مشكلاته الكثيرة إلى المجلس الذي حتى الآن مازال يعالج أموره ومشكلات أعضائه فما بالك لو أضيفت على كاهله مشكلات أخرى ليست في الحسبان.

إن الوضع الحالي لدول المنطقة لا يتحمل مجازفات أخرى خصوصاً أن المجلس صمد أمام ثلاث حروب... وهنا ندعو تلك الدول التي تطمح للانضمام لمنظومة الخليج أن تنتظر حتى تتحقق الوحدة العربية لكي تنضم إليها من أوسع الأبواب

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً