العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ

محطات بحرينية تونسية... الوصول إلى تونس

حسين راشد الصباغ comments [at] alwasatnews.com

إن أول ما يسمعه القادم إلى تونس في مطاراتها أو موانئها المختلفة كلمة «ع السلامة»، بمعنى السلام عليكم وكلمة «سافا»، وهي كلمة فرنسية معناها هل أنت بخير وعلى ما يرام. إنها كلمات حميمة ترحب بمقدمه إلى الديار التونسية أو كلمة «لاباس» بمعنى لا بأس عليك. ومن الكلمات التي لفتت نظري من كثرة استعمالها كلمة «برشا» بمعنى كثيرا، وهل ينسى المرء أغنية المطرب التونسي اللامع صابر الرباعي «برشا -برشا يا مدلل»، كما أن المطربة اللبنانية ماجدة الرومي غنت على مسرح قرطاج أغنية جميلة «ع السلامة يا تونس ع السلامة»، وحضرت مهرجان قرطاج السنوي واستمتعت بأجوائه الفنية والغنائية الرائعة.

كما يكثر أهل تونس استعمال كلمة «الله غالب» مهما عظمت المصيبة وكبر البلاء. وعند وصولي المطار سمعت السائق يقول سأذهب لأحضر «الكرهبة»، فاندهشت لهذا وزادت دهشتي عند حضور السيارة التي يطلق عليها هذا الاسم في تونس. ومن المعروف أنه في بداية دخول السيارة إلى البحرين في مطلع عشرينات القرن العشرين كان يطلق عليها «موتر» لأن أول سيارة وصلت إلى منطقة الخليج كانت من صنع شركة جنرال موترز الأميركية، وكذلك الحال بالنسبة إلى إطلاقنا كلمة «دريفر» على سائق السيارة، فهي آتية من اسمها باللغة الانجليزية درايفر. وقس على ذلك كلمات كثيرة انتقلت إلى لغة الضاد من لغات أجنبية أخرى مثل كلمة «بورهوز» أي محطة الكهرباء. وإذا تركنا كل هذه الكلمات ومشتقاتها المختلفة، ففي قاعة التشريفات بمطار قرطاج الدولي في العاصمة تونس ومع دفء الاستقبال وحرارته من قبل الاخوة المسئولين في إدارة المراسم بوزارة الخارجية، فقد دارت علينا كؤوس البرتقال التونسي الطازجة، ويطلقون على نوع من البرتقال في تونس اسم طومسون، وهو برتقال أبوصرة في مصر. ثم دارت علينا كؤوس الشاي الأخضر التونسي اللذيذ المذاق، وفي قاع هذه الكؤوس حبات أو بذور الصنوبر الصغيرة التي تضفي على هذا الشاي نكهة متميزة. ووجدتها فرصة سانحة فاحتسيت أكثر من كأس مترعة وأحسست بالنشوة والسرور. والصنوبر أثبتت الأبحاث الطبية المخبرية الموثوقة غناه بالسعرات الحرارية، وهي أكثر مما هو موجود في الفستق والبندق واللوز. كما يحتوي كمية كبيرة من الدهون وله فائدة للشرايين والقلب ويحتوي أيضا على معادن البوتاسيوم والفسفور والمغانيزيوم. وهذه المعادن تخفف عن الإنسان ما يعانيه من التعب والإجهاد النفسي، وخصوصا في حياتنا المعاصرة اللاهثة. وهو يساعد أيضا على تقوية النظر والإبصار، وبه أيضا ألياف عدة مفيدة للجسم، إذ تكسبه طاقة وحيوية. ويؤكد العارفون أن الفراعنة والإغريق والرومان خلدوا ذكره على شواهد قبورهم وفي كتبهم الدينية، وفي كتب العرب الطبية القديمة إشادة بثمار الصنوبر الذي هو في رأيهم دواء وغذاء، ويقال إن شعراءهم تغنوا به بأحلى الكلام وأعذبه في شجرة الظليل وبذره الأبيض العاجي الجميل. وبطبيعة الحال وبعد وصول أي سفير جديد فأول إجراء يقوم به هو زيارة وزارة الخارجية، إذ يستقبله مدير إدارة المراسم ويتسلم منه نسخة من أوراق اعتماده، إذ يعتمد سفيرا، إلى أن يقابل رئيس الدولة وعندها يقدم إليه النسخة الأصلية من أوراق الاعتماد. وقد جرت مراسم تقديم أوراق الاعتماد هذه في حفل بسيط وحميم، إلا أنه في تونس تجرى عادة بروفا شبيهة بتقديم أوراق الاعتماد زيادة في الحيطة والدقة والاهتمام، ولم أشهد هذا الإجراء إلا في تونس من البلدان الخمسة التي عملت فيها. وحضرت وأعضاء السفارة من الدبلوماسيين هذه التجربة التي دعاني إليها مدير المراسم التونسي إذ تجرى على الطبيعة. وعند وصولي تونس في سبتمبر / أيلول 1997 لاحظت أن تونس تعتمد التوقيت الصيفي الذي يبدأ عادة في شهر يونيو / حزيران وينتهي في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، والقصد من هذا توفير الطاقة وفرق الوقت. وحتى تركي تونس في نهاية 2001 كانت الدوائر الحكومية تعمل 6 أيام في الأسبوع بدل 5 أيام كما هو في البحرين وفي الكثير من الدول الأخرى. إلا أنه في يوم الجمعة يكون الدوام الرسمي الحكومي حتى الساعة الثانية عشرة حتى يتاح للمصلين تأدية صلاة الجمعة. أما المصارف وبعض الشركات الخاصة فعطلتها يوم السبت والأحد

إقرأ أيضا لـ "حسين راشد الصباغ"

العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً