تحتفل بعض بلدان العالم، وخصوصاً الولايات المتحدة، بيوم الأم، وهو يوم اتفق أن يكون أول يوم أحد في الأسبوع الثاني من شهر مايو/ أيار. ففي العام الماضي صادف ذلك العيد الأحد الموافق 8 مايو، والسنة المقبلة سيكون الأحد الموافق 13 مايو، أما هذا العام فقد كان الأحد قبل الماضي الموافق 14 مايو. وهذا اليوم هو الذي نحاول أن نعبر فيه عن من يأتي بنا إلى هذا العالم ويتحمل عبء تنشئتنا إلى ان نشب عن الطوق، وربما حتى بعد ذلك العمر.

وإلى جوليا وارد ذات الذهنية الليبرالية المتفتحة، وهي من مواليد مدينة نيويورك في العام 1819، يعود فضل تحديد ذلك التاريخ وتسمية ذلك اليوم.

شركة نيلسن، نت ريتنغ (Nielsen // NetRatings) وهي إحدى الشركات المدرجة على سوق أسهم شركات التكنولوجيا ناسدك والمتخصصة في إجراء البحوث حول أسواق الإنترنت ورصد اتجاهاتها ووضع مقاييس إجرائها، أجرت دراسة حول حركة المرور والبيع على مواقع وبوابات الإنترنت في يوم الأم وكانت نتائج ذلك التقرير الصادر عنها:

- نمت حركة زيارات مواقع بطاقات التهنئة خلال أسبوع ذلك اليوم بنسبة 83 في المئة، فقفز عدد الزوار غير المتكررين من 5,9 ملايين زائر إلى 10,7 ملايين زائر.

- تبوأ الياهو، وعلى وجه التحديد صفحة بيع البطاقات او إرسالها، منفرداً موقع الصدارة، حيث بلغت نسبة نمو عدد زواره غير المتكررين 216 في المئة، فقفز عددهم من 565,000 إلى 1,8 مليون.

- وصلت قيمة نفقات الإعلانات التي خصصت للأسبوع الذي ينتهي بيوم الأم والتي تصنف تحت فئة هدايا وأزهار (Gifts & Flowers) إلى 4,6 ملايين دولار، محققة بذلك نسبة نمو 38 في المئة.

كثيرة هي النتائح المالية والاقتصادية، بل وحتى الاجتماعية، التي يمكن استخلاصها من تلك الأرقام، لكن أكثر تلك النتائج بساطة ومباشرة هي:

1. أن سوق الانترنت، بخلاف ما يتوهم البعض أو يروج، تشهد نمواً مطرداً متى ما حددت البضائع والخدمات المناسبة.

2. أن هذه السوق لا يمكن أن تكون حكراً على الدول المتقدمة اقتصاديا أوذات الاقتصادات الضخمة مثل أوروبا أو اليابان أو الولايات المتحدة، والتي كان الاقتصاد التقليدي - ما قبل اقتصاد المجتمع المعرفي - يوفرها لها.

وبالتالي فمن أراد أن يستفيد من هذه الحال فليس مطلوباً منه أكثر من البحث، وبشكل علمي دقيق، عن الفتحة، بغض النظر عن صغر مساحتها، الذي بوسعه النفاد منها إلى سوق الإنترنت الرحب ذي الآفاق الرحبة غير المحدودة