الحديث الذي أجراه رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال مع وفد الصحافة العربية يوم الأحد الماضي في مقر رئاسة الوزراء في صنعاء اشتمل على موضوع علاقات اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي، إذ أشار إلى أن دول الخليج ستأسف مستقبلاً إذا بقيت دولة مهمة مثل اليمن خارج منظومته.
رئيس الوزراء اليمني رد على سؤال عن كيف سيدخل اليمن منظومة مجلس التعاون مع الاختلافات الجذرية من الناحيتين الاقتصادية والسياسية؟ وقال إن عالم اليوم يعتمد على المنظومات، وانه لا سبيل للدخول في العولمة بصورة سليمة إلا من خلال «الأقلمة» أولاً.
اليمن يحتاج ربما إلى 45 مليار دولار لكي يتأهل اقتصاديا للدخول في مجلس التعاون الخليجي... ولكن موازنة الحكومة السنوية تبلغ نحو 5 مليارات دولار واليمن لديه من المشكلات السياسية التي تختلف جذرياً عن تلك الموجودة في دول الخليج الأخرى كما ان نظامه يعتمد على الأسس الجمهورية التي مرت بظروف قاسية، من بينها حرب أهلية.
على ان دعوة اليمن هذه تعترف بأن مجلس التعاون حقق هدفه الأساسي الذي أنشئ من أجله قبل ربع قرن، وهو التكامل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني والعسكري.
فمن الناحية الأمنية استطاعت دول مجلس التعاون تبادل اسماء المطلوبين السياسيين ولكن هذا لم يساعد المجلس في منع الأخطار إلا بتدخل أميركي ودولي عندما تعرضت إحدى دوله للاحتلال.
كما أن منطقة الخليج كانت ولاتزال تعيش قلق الحروب والأزمات التي لا تستطيع دول الخليج التأثير فيها بصورة استراتيجية واضحة.
كما أن التكامل الاقتصادي مازال بعيد المنال، وعلى رغم الحديث عن سوق مشتركة بعد عدة أعوام، فإن الواضح أمام الجميع هو التنافس السلبي في كثير من الأحيان حول الصناعات والخدمات والقطاعات المختلفة.
ومن الناحية الاجتماعية والسياسية لم تستطع دول الخليج بلورة مفهوم «المواطن الخليجي» بل ان التوجه الرسمي ركز على الهوية الخاصة بكل بلد، حتى لم تعد المصطلحات السياسية مفهومة عندما ينتقل الخليجي من بلد إلى آخر.
وعليه، فإن دعوة اليمن ربما كانت أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة، فالمنظومة التي يود رؤيتها أهل الخليج والجزيرة العربية كانت ومازالت في الكتب والنظريات... أما على أرض الواقع فهناك الحدود والاشتراطات على النقل والحركة التجارية، وهناك الحواجز التي تزداد مع التنافس التجاري، وهي جميعها تؤكد أن الرؤية الاستراتيجية لتحقيق منظومة إقليمية مازالت غائبة عن أذهاننا بصورة عملية... وعليه، فلابد ان نشكر رئيس الوزراء اليمني على تذكيره لنا بأهمية الموضوع، على أننا نقول له ان ما يتحدث عنه بحاجة إلى تأسيس فعلي قبل ان ينضم اليمن
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1356 - الثلثاء 23 مايو 2006م الموافق 24 ربيع الثاني 1427هـ