العدد 1355 - الإثنين 22 مايو 2006م الموافق 23 ربيع الثاني 1427هـ

الديمقراطية بين البحرين والكويت

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لم يكن حل مجلس الأمة الكويتي بمثابة خسارة للكويتيين المعروفين بثراء مناخهم الديمقراطي على مستوى منطقة الخليج، بل ان الذهاب الى القول أن تجربة الكويت مع ديمقراطيتها تحتاج الى نضج أكثر من قبل ما طالعتنا بعض الصحف المحلية به مغالطة كبيرة لان ديمقراطية الكويت هي الأقدم بلا شك وهى أول دولة خليجية سلكت طريق الديمقراطية في المنطقة من خلال التعددية وممارسة العمل السياسي والنيابي.

إن حل مجلس الأمة أمس الأول من قبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله جاء دستورياً ولم يكن شيئاً مغايراً على رغم عدم رغبته باتخاذ ذلك بحسب ما جاء في ختام أسطر الكلمة التي ألقاها، إذ قال «كان لزاماً علي ان اتخذ قراراً صعباً ما كان بودي ان اتخذه ولكنني رأيت من واجبي حفاظاً على أمن وطننا وسلامة أبنائه ان اتخذ قراراً بحل مجلس الأمة حلاً دستورياً يتيح لنفوسنا جميعاً ان تهدأ ولقلوبنا ان تطمئن ولعقولنا ان تفكر بما فيه مصلحتنا وخير وطننا في الحاضر والمستقبل».

ان اسلوب حل المجلس هو اسلوب دستوري وهو أسهل من اقالة الحكومة، فالحياة البرلمانية الكويتية شهدت على مدى 43 سنة أزمات سياسية عدة استطاع المجلس تجاوزها عبر فصوله التشريعية الخمسة عشر، غير انه لم يتمكن في أربعة فصول تشريعية من ذلك بينما لو قارنا الوضع مع البحرين وهي بلد خليجي آخر فلديه تجربة متواضعة مع الديمقراطية لأسباب كثيرة ومعروفة وذلك في ظل صراع «الارادات».

فتجربة البحرين مع حل المجلس الوطنى في 1975 تكمن آنذاك في عدم عقد الانتخابات لإعادة التشكيلة للمجلس تبعاً لدستور 1973 بل ذهبت باعلانها للعمل بقانون الطوارئ أي أمن الدولة الذي ظل معمولا به حتى اطلاق المشروع الاصلاحي منذ خمس سنوات وعودة الحياة السياسية والبرلمانية من خلال اقامة الانتخابات النيابية والبلدية واشراك المجتمع المدني والتي لا ندري حتى اليوم ان ستعاود هذه الانتخابات من بعد انتهاء مدتها وذلك في ظل حال المد والجزر في التصريحات التي يطلقها بعض المسئولين داخل البحرين وخارجها.

ان الشارع الكويتي لم يخسر بقدر ما كشف عن وجه آخر لتطور المناخ الديمقراطي لديه من خلال حركة جديدة وجيل كويتي شاب يبحث عن اسلوب آخر للتعبير عن آرائه ومعارضته بشكل لم تألفه الكويت الى طلبه باستجواب رئيس الوزراء الكويتي التي تعد سابقة على دول الخليج الأخرى إثر قضية تعديل الدوائر الانتخابية هو أمر طبيعي في المجتمعات الديمقراطية. أما الرابح الأكبر من هذا كله هي المرأة الكويتية التي سنح لها حل المجلس فرصة ذهبية لخوض معترك العمل الانتخابي بصورة ستشد إليها انظار العالم... ان كل ما حدث في الساحة الكويتية يعبر عن بروز خطاب سياسي جديد

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1355 - الإثنين 22 مايو 2006م الموافق 23 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً