اقتراح آخر أُقدِّمه إلى قادة الجمعيات السياسية للاختلاء بأنفسهم بعد منعهم من الاجتماع في «خلوة» في المغرب... وهذا الاقتراح هو أن يحزموا حقائبهم ويسافروا عبر الخطوط اليمنية إلى صنعاء، كما فعلت أنا مع عدد من الصحافيين هذا الأسبوع. ومن صنعاء، فإن عليهم أن يسافروا غرباً فوق الجبال على مسافة 120 كيلومتراً، إلى أن يصعدوا فوق السحاب، حيث محافظة «المحويت»، التي تقع على مرتفع أعلى من كيلومترين فوق الأرض.

هناك، وفي «المحويت»، سيجد قادة الجمعيات السياسية أنفسهم في وسط محافظة يقطنها نصف مليون إنسان، وتقع على جبال تناطح السحاب... ويمكن لقادة الجمعيات السياسية أن يجتمعوا على حافة أحد الجبال وينظروا إلى الأسفل عندما تبتعد الغيوم عنهم قليلاً ليشاهدوا قرى ومناطق سكنية أسفل منهم... وسيشعرون أن الصعود إلى الأعلى والابتعاد عن البيئة الضبابية والمعقدة ليس أمراً مستحيلاً، وأن قيود معهد التنمية السياسية لن تنازلهم فوق السحاب.

في «المحويت» اليمنية سيجد قادة الجمعيات السياسية البحرينية فرصاً كثيرة للتأمل، وربما يستطيعون فك الألغاز السياسية التي تمرّ بها في البحرين... فأشعة الشمس تسقط على السحاب من أعلاه وتزيله وتكشف كل ما يختبئ تحت ذلك السحاب الكثيف.

في اعتقادي، أن خلوة قادة الجمعيات السياسية ستدلهم على الأسرار الكامنة وراء إخفاء موعد الانتخابات البلدية والنيابية، وسيكتشفون السبب وراء طرد فوزي جوليد من البحرين والاستمرار في ملاحقة جمعية الشفافية وغيرهم ممن يطالب بتفعيل دورهم في مراقبة الانتخابات.

الشمس ستسطع على الغيوم وتزيلها وتكشف الجغرافيا السياسية للدوائر الانتخابية، وسينكشف القناع عن المعاهد والمؤسسات والجهات والأشخاص الذين يرفعون شعارات الديمقراطية والتنمية السياسية، ولكنهم في الوقت ذاته يمارسون الدكتاتورية ويحاولون تدجين الأطر المؤسسية لكي تتحول إلى مصدر لإحباط الناس وتيئيسهم من الإصلاح السياسي.

سيرجع قادة الجمعيات السياسية من أعلى الغيوم إلى الأرض بعد أن اتضحت لهم الصورة، وسيتحالفون فيما بينهم من أجل خدمة أهل البحرين جميعاً وسيسيرون على خطى ثابتة وغير وجلة من محترفي وتجار الشؤم السياسي