شاب بحريني طموح ويريد أن يترشح لمجلس النواب... أمنياته الكثيرة لخدمة الوطن والمواطن ليس لها حدود... مشروعه الانتخابي المتكامل أعده بكل تأن وبدقة كبيرة ولخدمة جميع المواطنين في عموم مملكة البحرين، وليس فقط أهالي منطقته الانتخابية... هو يعتقد بأنه سيعمل نقلة نوعية كبيرة وإلى الأمام لمستقبل البلاد والعباد، وعندما يفوز بمقعد في المجلس فإن مشروعاته سوف لن تقبل النقاش...
هذا المترشح يقدم الوعود التي يعتقد بأنها ستجعل جميع الجمعيات السياسية توصي أعضاءها المقيمين في منطقته الانتخابية بالتصويت فقط له وليس لأحد غيره... هو ضامن بان مشروعه الانتخابي ما تهزه ريح لأنه يتكون من عدة نقاط مهمة جداً لناخبيه ولعموم سكان البحرين... أولى هذه النقاط هو نقل مشروع العرين من مكانه الحالي إلى منطقة المعامير ليكون بالقرب من مصنع التكرير على أساس أن لجنة حماية الثروة الحيوانية والبيئة لديها مرصد للتلوث هناك وهي المسئولة عن سلامة وصحة الحيوانات في تلك المنطقة... ومن ثم نقل جميع سكان المعامير والمناطق المحيطة بها إلى منطقة مشروع العرين، وحتى لو سكنوا في أقفاص فهي خير لهم وأمن وأصح...
وثانياً نقل مستشفى السلمانية من مقره الحالي المزدحم بالمرور إلى جزيرة أم نعسان، وذلك حتى يكون المستشفى في منطقة نظيفة بيئياً وبعيدة عن الإزعاج والثلوث المروري، ويكون للمرضى غرف مريحة وتطل على البحر، وللزوار مداخل ومخارج معروفة بدلاً من درب الحية والمتاهات الموجودة حالياً بين المباني الكثيرة... وثالثاً يتم تحويل الحديقة المائية الموجودة بالقرب من منطقة المستشفى إلى مدينة ألعاب كبيرة تشبه ديزني لاند الأميركية، ولأنها في منطقة السلمانية فسوف يطلق عليها سلمانية لاند، ويضاف إليها جميع مباني مستشفى السلمانية ويسمى سلمانية تريجر آيلاند...
رابعاً تسقيف ممشى شارع الإستقلال وتسكيره وتكييفه بالكامل... ومن ثم تحويله إلى سوق تباع فيه الأكلات الشعبية مثل الباجلة والنخي واللوبة والعصيدة والخبيصة والبثيث والدارمنده والبلاليط والمضروبة والهريس والكباب والخنفروش والسمبوسة وآلوجاب والتشباتي وخبزالرقاق والقبيض، علشان جميع أهل منطقة مدينة عيسى الشعبية والذين يريدون التخفيف من أوزانهم وممارسة الرياضة في الممشى يلعبون رياضة (إندور) وهم يأكلون من كل ما لذ وطاب من الدهون الشعبية...
خامساً تحويل ممشى عالي إلى ملعب جولف متطور لأن جميع من يستخدمه الآن هم من سكان عالي الأغنياء وهؤلاء يعرفون بأن المشي ليس رياضة الأوروستقراطيين، والجولف فيها أكثر (برستيج) لهم، وهم على العموم لديهم النقود الكافية لتحمل مصاريف دخول ملعب الجولف وشراء مستلزمات اللعبة.. أو المشي على الحشيش الأخضر والجري الخفيف (ركضة الدلع) وهم يمسكون بالموبايلات (الآخر موديل) ويضعون السماعات على آذانهم ويتكلمون مع الأحبة بعيداً عن الأهل...
سادساً إخلاء المبنى الحالي لمستشفى الأعصاب وضمه إلى سلمانية لاند وإعطاؤه اسم بيت الأشباح... وعمل مبنى كبير لمرضى الأعصاب في إحدى جزر حوار الخالية من المباني وذات المناظر الخلابة، وبناء أجنحة خاصة ومنفصلة لجميع المهن التي يستهلك فيها أعصاب من كان يمارسها... مثلاً جناح لأعضاء مجلس النواب السابقين، وجناح للمدرسين السابقين وجناح لكتاب الأعمدة في الصحف...
سابعاً نقل مبنى المحاكم ووزارة العدل من المنطقة الدبلوماسية إلى ساحة حلبة البحرين الدولية التي بها الكثير من مواقف السيارات وكذالك مهابط للطائرات العمودية... وذلك لسببين، أولهما أن الذاهب إلى المبنى الحالي عليه أن يكون هناك الساعة الواحدة صباحاً حتى يحصل على موقف لسيارته وينام فيها حتى الصباح، والسبب الثاني هو سهولة نقل المحكوم عليهم بالسجن بالطائرات العمودية إلى سجن جو...
طبعاً هذه المشروعات الجبارة للشاب المتعلم والمثقف تجعله متأكد من فوزه بالمقعد النيابي المخصص لدائرته الانتخابية، الجميع معه والكل يريده ولكنه مازال خائفاً من حبكة خفية تجرى في الظلام... هو يعلم بأن مشروعاته قد لا تعجب أناساً آخرين يجدون فيها الكثير من الضرر على مصالحهم ومن المحتمل أن يلعبوا لعبتهم ويحولوا جميع الأصوات التي يحصل عليها إلى أحد خصومه...
هو يسأل نفسه إذا كانت عملية تزوير وتحويل الأسماء من مترشح إلى مترشح آخر ممكنة أو غير ممكنة في عملية التصويت الإلكتروني خصوصاً بأن الذين لا يريدونه أن يفوز هم من يمسكون بمفاتيح اللعبة كلها، فماذا عساه أن يفعل، وما هو الحل مع التصويت الألكتروني؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ