العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ

خلوة في «كوكبان» اليمنية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لابد من الإشارة إلى أن فكرة تنظيم خلوة للجمعيات السياسية البحرينية في «كوكبان» ليست من اختراعي وحدي، وإنما شاركني في براءة الاختراع كل من الأخ إبراهيم بشمي والأخ مهند سليمان اللذين حظيا، وكنت معهما، مطلع هذا الأسبوع بزيارة هذه القرية اليمنية التي تقع فوق جبل يرتفع 2800 متر فوق سطح البحر.

«كوكبان» هي أفضل مكان لخلوة نقترحها للجمعيات السياسية البحرينية التي كان من المفترض أن تغادر إلى المغرب لحضور «خلوة» نظمها (قبل طرده من البحرين) خبير المعهد الوطني الديمقراطي فوزي جوليد، ولكن السلطات المغربية اعتذرت عن استضافة قادة الجمعيات السياسية مواساةً للسلطات البحرينية.

على أي حال، «كوكبان» اليمنية، قلعة صخرية فوق جبل يسكنها نحو ألفي شخص، وهي محصنة ولا يمكن الوصول إليها إلا بواسطة دليل معتمد من الحكومة اليمنية التي قامت مشكورة بايصالنا إليها ضمن وفد صحافي عربي دعي للمشاركة في احتفالات الوحدة اليمنية السادسة عشرة.

«كوكبان» تحتاج إلى ساعة ونصف، سياقة فوق الجبال بعد الارتحال من العاصمة صنعاء، وهي مبنية من الصخور، وترتبط بمدينة قريبة منها عبر نفق طوله نصف كيلومتر.

البوابة الوحيدة عرضها ثلاثة أمتار، وطولها ستة أمتار، وقد عجز الجيش العثماني قبل نحو ثلاثة قرون من اقتحام هذه القلعة الحصينة، أهلها يشتغلون في الزراعة، ورعي الأغنام والباقي موظفون لدى الدولة في المدرسة والوحدة الصحية والقضاء. نساؤهم من أصغر عمر إلى أكبر عمر، جميعهن منقبات، وجميعهن يعملن ليل نهار، وبعضهن يلبسن قبعات تشبه ما يلبسه المكسيكيون الذين نشاهدهم في الأفلام الأميركية القديمة.

عندما يجتمع قادة الجمعيات السياسية سيجدون هواءً نقياً، وهواتفهم النقالة ستنقطع كما سيجدون أن هناك منزلاً صخرياً جميلاً لاجتماع الأنس بعد التعب... وقبل أن يذهب بالهم إلى مكان بعيد، فإن المكان مخصص لتناول «القات»... وسيشاركهم عالم الدين والفلاّح والراعي.

معهد التنمية السياسية لن يصل إليهم هناك، اللهم إلا إذا كانت إحدى المنقبات تعمل لصالح المعهد، وربما تقدم شكوى ضدهم... ولكن الفترة المطلوبة لمنع الاجتماع طويلة، وسيستمتع قادة الجمعيات السياسية بخلوة نوعية، وستكون نواياهم صافية بعد أن ينسوا تفاصيل وتعقيدات السياسة على أرض البحرين. خارج القلعة سيجد قادة الجمعيات مقبرة «كوكبان» وهي أكثر حيويةً من معهد التنمية السياسية، وإذا كان توجه الشخص يسارياً، فإنه سينظر إلى جبل على اليسار كتب عليه «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدّمت لغدٍ» (الحشر: 18) أما إذا كان ذا توجه يميني في السياسة، فسينظر إلى اليمين وسيقرأ على جبل آخر «كل من عليها فان» (الرحمن:26)... والجميع سيتأمل كثيراً وسيخرج بنتائج عملية لن تعجب معهد التنمية السياسية في شيء

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً