الشيخ حسام رئيس جديد لاتحاد الإسكواش... يا مرحباً يا مرحباً... والله هذا هو الاختيار الموفق والصحيح لهذا الاتحاد الذي كان يعاني الأمرين بعد رحيل رئيسه السابق يوسف الخاجة (الله يرحمه)... هو أحسن اختيار عملته المؤسسة العامة للشباب والرياضة لإنقاذ هذه اللعبة المنسية والمهملة في البحرين، ومع أنها لعبة مهمة ومن ضمن الألعاب المسجلة لدى اللجنة الأولمبية إلا أن الدعم المادي كان بعيداً عنها.
لقد مارست هذه اللعبة بداية منذ العام 1976 عندما نقلت إلى سلاح جديد يقع مكانه في المعسكر القديم للجيش البريطاني في البحرين وهو معسكر الهملة (يسمى معسكر الضلع الآن)... كان في المعسكر ملعب قديم للعبة الإسكواش يستخدمه البريطانيون، ولأننا لم نكن نعرف اللعبة لذلك لم يخطر في بالنا أن هذا ملعب فاستخدمناه مستودعاً للسجاد، حتى حضر مهندس كهربائي مصري اسمه عدلي رسلان.
عدلي كان عازباً ويسكن في المعسكر وفي أحد الأيام أخبرني بأن ما نستخدمه مستودعاً هو في الحقيقة ملعب إسكواش... هو يقول إنه لاعب ماهر في هذه اللعبة ومستعد أن يدربنا عليها إذا أخلينا الملعب وعملنا له صيانة جيدة واشترينا تجهيزاتنا الشخصية من ملابس ومضارب وكرات خاصة باللعبة ..أنا ومجموعة من زملائي الضباط (الله يذكرهم بالخير) وافقنا المهندس على طلباته وبعدها ابتدأنا التدريب بشكل مكثف وفي عصرية كل يوم تقريباً حتى أصبحنا نضرب الكرة بشكل لا بأس به.
في العام 1979 افتتح نادي ضباط قوة الدفاع وكان به ملعب حديث للعبة الإسكواش وكذلك عدة ملاعب لرياضة التنس الأرضي، اللجنة الرياضية بالنادي أرادت التعاقد مع مدربين متمكنين لتدريب الضباط على الألعاب المتوافرة ملاعبها في النادي، وأنا بحكم معرفتي باللعبة اخترت بطلها في البحرين في ذلك الوقت لإعطاء دروس التدريب لنا، وكذلك جمعت معي عدداً من الضباط الراغبين في اللعبة.
المدرب كان اسمه برنت شيرمان وهو ابن أحد المديرين الذين كانوا يعملون في بتلكو في ذلك الوقت... كان برنت بطل البحرين في الإسكواش بلا منازع، وكان يلعب ويدرب في نادي دلمون الرياضي... اتفقت معه وابتدأنا التدريب الشاق لهذه اللعبة، بعض الضباط لم يتحملوا صعوبة وانضباطية التدريب فتركوا باكراً، وبعضهم (وأنا منهم) واصلوا طريقهم وتحملوا مشقة التدريب القاسي والممل.
انتقلت بعدها لمواصلة الدراسة في بريطانيا، والبريطانيون هم من اكتشف هذه اللعبة لذلك فهم يعشقونها بشكل خيالي، وملاعبها منتشرة في كل ناد وكل معسكر ومدرسة... كنت أمارس هذه اللعبة بكثافة وبشكل يومي تقريباً، من دون ملل أو كلل، وأصبحت لدي الكثير من المهارات والصولات والجولات.
عندما رجعت إلى البحرين في بداية العام 1986 اشتركت في النادي البحري لأن به ملاعب جديدة وجيدة لهذه اللعبة، وكذلك لأن اللاعبين الذين يمارسون اللعبة في النادي لديهم مستويات مرتفعة... اللاعب الذي كنت ارتاح في اللعب معه في الإسكواش كان إعجاز الحق (يكسبني وأكسبه) وهو قمة في اللعب والأخلاق... إعجاز الحق كان الابن البكر لرئيس باكستان في ذلك الوقت ضياء الحق، وكان يعمل في البحرين (شبه مقيم) قبل مقتل والده في حادث طائرة، أما الآن فهو رئيس حزب كبير في بلده الأم.
كانت لنا صولات وجولات في لعبة الإسكواش التي لم نكن نحب غيرها، نمارسها بشكل يومي ومتواصل وفي أماكن وملاعب مختلفة ولدينا فيها أسماء رنانة... طبعاً فيما بعد خرجت الأعداد الكبيرة من اللاعبين الواعدين والصغار في السن، وأحدهم أصبح بطل الخليج وأحدهم على ما أذكر أصبح بطلاً آسيوياً للناشئين.
تلك كانت الأيام التي تعتبر ربيع لعبة الإسكواش في البحرين أما بعدها... وبعد أن توفي الرئيس الأزلي يوسف الخاجة تغير كل شيء وتحولت اللعبة إلى شيء مهمل ومنسي. اللاعبون الذين تعب عليهم الاتحاد وصرف الأموال لتعليمهم وتدريبهم اللعبة هجروها جميعهم، والذين كانوا ناشئين كبروا وتغيرت توجهاتهم الرياضية.
مع أني قد تركت لعبة الإسكواش منذ أن تعرضت لحادث مروري واتجهت إلى لعبة التنس الأرضي، إلا أنني لابد أن أتوجه إلى الرئيس الجديد لهذا الاتحاد الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة إلى حيث يوجد ويلعب في النادي البحري لكي أبارك له رئاسة الاتحاد ومن ثم ألعب ضده وأغلبه حتى يعرف أني عتيج الصوف
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1353 - السبت 20 مايو 2006م الموافق 21 ربيع الثاني 1427هـ