العدد 1352 - الجمعة 19 مايو 2006م الموافق 20 ربيع الثاني 1427هـ

وزارة التربية والتعليم

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في أحد الصيفيات التي أقضيها في مدينة بريمن في ألمانيا... ومن حوالي كم سنة... التقيت مع إنسان يتمتع بالأخلاق الحميدة الفاضلة ويشكو من مرض خطير، هو شاب بحريني متزوج ولديه من زوجته ابنة صغيرة وجميلة، كان هذا الشاب يتعالج من مرضه في إحدى مستشفيات بريمن ومقبل على عملية كبيرة وخطيرة ويتطلب الوضع أن يكون متجهزاً لها نفسياً وبدنياً، ومن المفترض أن تكون زوجته بجانبه...

زوجة هذا الشاب البحريني هي أيضاً شابة بحرينية وذات خلق كريم وتعمل مدرسة في إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم، وهي موجودة مع زوجها في ألمانيا (فقط) لأن المدارس معطلة خلال الإجازة الصيفية، وهي مضطرة إلى ترك زوجها المريض والمقبل على عملية خطيرة حتى تعود إلى عملها بعد الإجازة...

أنا كنت في بريمن أراهم يومياً وأسلم عليهم وأسأل عن أحوالهم وأراقب تطورات العلاج للزوج ونظرات الحيرة في عيون الزوجة... هي تريد أن تكون مع زوجها حتى تراعيه وتشد من أزره، وهو يريد زوجته وابنته أن تكونا بقربه في هذه المرحلة الصعبة من العلاج، لكن الإجازة الصيفية على وشك النهاية والمدارس تفتح أبوابها بعد اسبوع، والزوجة تلملم أغراضها المبعثرة في غرفة الفندق، وترتب شنطها...

لاحظت هذا الوضع المأسوي أمامي فتدخلت وسألت الزوج عن سبب نية زوجته في الرحيل عنه وتركه في هذا الوقت من الأوقات الذي هو أسوأها وأشدها... الزوج (وبنظرة كلها حزن) يقول إنه شاب صغير، ولكي يتمكن من الزواج فقد استدان مبلغاً كبيراً من المال ومن عدة مصارف، وهو وزوجته عليهما الكثير من الأقساط التي تدفع شهرياً من رواتبهما، وإذا كانت زوجته تريد البقاء معه في ألمانيا فالحل الوحيد هو أن تأخذ إجازة من دون راتب وهذا صعب جداً في ظل الظروف المحيطة بهم، لذلك هي راحلة...

تكلمت مع الزوجة المحبطة وطلبت منها أن تبقى مع زوجها وبقربه لأنه في أمس الحاجة لها، وطلبت منها أيضاً أن تكتب رسالة موجهة إلى وزير التربية والتعليم، تشرح فيها كل الظروف الصعبة التي تعيشها حالياً، وتطلب منه المساعدة في حلها، وتسلمني الرسالة حتى أتمكن من عمل ما يمكنني عمله لمساعدتهما...

بعد يوم كنت في البحرين... وفي اليوم الآخر توجهت إلى مقابلة وزير التربية والتعليم آنذاك الأخ العزيز والصديق الكريم محمد الغتم، عرضت عليه المشكلة وقدمت له الرسالة وطلبت منه إعطاء الزوجة إجازة مع كامل المرتب ولمدة أربعة شهور ولكن أخي العزيز أعطاها إجازة لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد ومع ضمان جميع مرتباتها وحقوقها... الزوجة بقيت مع زوجها حتى أكمل علاجه، والزوج تلقى العلاج الصعب بمعنويات مرتفعة ساعدته على تخطي مراحل الخطر، وهو الآن بخير وعافية وموجود على رأس عمله في البحرين... الزوج والزوجة دائماً ما يدعوان للوزير بالصحة وطول العمر...

هذه هي دائماً وزارة التربية والتعليم... محظوظة بالنوعية الممتازة من الوزراء الذين يتولون إدارتها... من المربي الفاضل أحمد العمران الذي التقيته في عدة مناسبات ولم أر منه إلا الطيبة والتسامح، إلى الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة (الله يرحمه) الذي لم يرفض لي طلباً في يوم من الأيام، إلى علي فخرو الذي عالج والدي عندما كنت طفلاً صغيراً ثم أصبح صديقاً لي ومنافساً في لعبة التنس الأرضي التي دائماً ما أكسبه فيها ، إلى الأخ الكريم عبدالعزيز الفاضل صديق السلاح والعمل في قوة دفاع البحرين، إلى أخي محمد جاسم الغتم صديق الطفولة (هو أكبر مني بسنتين) وصديق العمل، إلى أخي وحبيبي الوزير الحالي ماجد علي النعيمي الذي دائماً ما يتقبل نقدنا لعمله بصدر رحب...

هذه هي الوزارة وهؤلاء هم الوزراء الطيبون... التسلسل واضح للعيان ولكل المراقبين، من طيب إلى طيب بعده، ومن خلوق إلى خلوق آخر، ومن صديق إلى صديق آخر بعده، فهنيئاً لها من وزارة... كلمة أخيرة أحب فقط أن أوجهها إلى أخي وزير التربية والتعليم الحالي وهي أني فعلاً أعجبت به عندما كنت في مجلس النواب ولاحظت طريقة رده على الأسئلة الموجهة له من أعضاء المجلس، وهو حقاً إنسان صادق في عمله ولديه من المعرفة والذكاء ما يمكنه من إدارة دفة الحوار لصالحه

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1352 - الجمعة 19 مايو 2006م الموافق 20 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً