العدد 1352 - الجمعة 19 مايو 2006م الموافق 20 ربيع الثاني 1427هـ

بأي حق تهمل وزارة التربية والتعليم طلبتها من فئة متلازمة داون بعد دمجهم

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

خاب أملي في مشروع دمج الأطفال من فئة متلازمة داون في المدارس الحكومية... بسبب إهمال المسئولين في الوزارة لهذا المشروع حتى أن هؤلاء الأطفال ظلوا أربع سنوات في صفوفهم نفسها... لماذا؟ لأن المدرسين لا يحاولون تعليمهم ما يفيدهم من مهارات... والسبب هو عدم وضع المسئولين في وزارة التربية والتعليم خطة واضحة لمنهج هؤلاء الطلبة وعدم رصد موازنة محددة لإدارة هذا المشروع... فماذا يتعلم هؤلاء الأطفال الذين ابتلاهم القدر مع أسرهم بهذه الإعاقة العقلية ومعها هذا المعاملة المتجاهلة من قبل الوزارة لقدراتهم القليلة وتطويرها؟

إن بعض أنواع الإعاقة في أطفال فئة متلازمة داون لا تقف عائقاً أمام تعليمهم القراءة والكتابة حتى مستوى الصف الثالث ابتدائي... كما أنهم في الدول الأوروبية والأميركية وغيرها من الدول المتقدمة والدول الخليجية يمكنهم المدرسون في مدارسهم الحكومية بعد دمجهم من تعلم مهارات يدوية بسيطة تمكنهم من العمل في الأعمال التي تتطلب التكرار من دون التفكير الخلاق... مثل الوقوف عند باب الصالة لتوجيه المدعوين إلى مدخل الحفل أو أماكنهم بعد تدريبهم... وتجليد الكتب في المطابع حتى أني وجدت طفلة من هذه الفئة قامت بعمل وسائد عليها رسوم بطريقة حياكة السجاد... واندهشت من جمال عملها ودقته... أليس في إمكان الأطفال من هذه الفئة الذين تم دمجهم في مدارس التربية والتعليم الحكومية أن يتعلموا هذه المهارات بدل أن يظلوا مهملين (21 فصلاً) متجمدين في سنتهم الأولى لا يتطورون... ولا يتعلمون أية مهارة تساعدهم على العمل البسيط والإحساس بأنهم منتجون.

ولا أدري لماذا توقفت اللجنة العليا التي قام بتشكيلها وزير التربية والتعليم السابق الغتم... الذي كان متحمساً لفكرة دمج هؤلاء الأطفال في المدارس الحكومية؟ ولماذا يتجاهل وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي رسالة أهالي هؤلاء الأطفال من خلال اللجنة التي تم تشكيلها العام 2003 المؤلفة من 150 عضواً معظمهم أولياء أمور لأبناء يعانون من مختلف الإعاقات... التي أرسلها باسمهم رئيس لجنة حق التعليم للجميع ورئيس جمعية متلازمة داون محمد عبدالكريم المناعي إلى الوزير للاجتماع به... بعد أن ازداد إحباطهم ويأسهم من إهمال أبنائهم لمتابعة تطوير عملية دمجهم في المدارس الحكومية. وما ضاعف من غضب الأهالي إحساسهم أن الوزارة بدأت تتملص من مسئولياتها نحو هؤلاء الأطفال بعد بأن قامت بنقل بعض الطلبة لمراكز التأهيل... حتى أنهم نوهوا بالاعتصام أو رفع الموضوع إلى المنظمات الاقليمية والعالمية ذات الصلة بحقوق الطفل وحقوق الإنسان.

إن كل ما أتمناه أن يهتم وزير التربية والتعليم بمطالب الأهالي ووضع خطة منهجية لتطوير قدرات هؤلاء الأطفال... لعلهم يتمكنون من تطوير بعض قدراتهم في المستقبل وتحويلها إلى مهنة ليكونوا أشخاصاً منتجين سعداء باستقلالهم وإنتاجهم حتى لو كان بسيطاً

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 1352 - الجمعة 19 مايو 2006م الموافق 20 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً