ذكر مقاولون ورواد أعمال أن سعر الحديد ارتفع بنسب متفاوتة تتراوح بين 20 و80 في المئة بحسب نوع الحديد وأهميته ودوره في صناعة المنتج نفسه ما أدى إلى خسائر للعاملين والمؤسسات الصغيرة التي تعتمد على الحديد في صناعة منتجاتها. وقال رائد الأعمال محمد يوسف: «إن ارتفاع أسعار الحديد أدى إلى ارتفاع الكلفة الاجمالية للمنتجات التي ينتجها».
وأضاف يوسف وهو يعمل في صناعة اسقف المنازل والكراجات: «أن الكلفة الاجمالية لإنشاء الاسقف ارتفعت بنسبة 20 في المئة نتيجة ارتفاع أسعار منتجات الحديد الأساسية التي تدخل في هذه الصناعة، إذ ارتفع سعر «الجينكو» وهي شريحة تصنع من الحديد أو الألمنيوم من دينار و300 فلس إلى دينار و500 فلس للمتر الواحد، وأعمدة الحديد التي كان سعرها ثلاثة دنانير ارتفعت إلى ثلاثة ونصف دينار».
وأكد ارتفاع الكلفة الاجمالية أدى إلى إحجام الكثير من الناس عن التفكير في إنشاء أسقف لمنازلهم أو لمواقف سياراتهم، مشيراً إلى توقف الأعمال لدى المؤسسات الصغيرة التي تستهدف المواطنين ذوي الدخل المتوسط والمحدود، ما أدى إلى تراجع المبيعات في هذه المؤسسات. وذكر أن أحد زبائنه في مطلع العام الجاري طلب منه تقدير كلفة إنشاء شقة من «الجينكو» فوق سطح منزلهم، فقدرت الكلفة بنحو ألفي دينار، وعندما رأى فارقاً كبيراً بين سعر بناء الشقة من الطابوق وسعرها من «الجينكو»، قرر إنشاء شقة من «الجينكو»، وعندما حصل على المبلغ أخبرته أن الأسعار ارتفعت وتغيرت التقديرات، فتراجع عن فكرة إنشاء الشقة باعتبار أن الكلفة الاجمالية تفوق قدرته المالية».
ومن جهته، قال المدير التنفيذي لمقاولات الجياد حسين إبراهيم: «إن الحديد الذي يستخدم في البناء ارتفع بنسبة تتراوح بين 60 و80 في المئة، إذ ارتفع قضيب الحديد الواحد الذي يباع بمبلغ 300 فلس إلى 550 فلساً، والقضيب الذي يباع بمبلغ 700 فلس ارتفع إلى دينار و200 فلس». وأوضح أن قضبان الحديد متنوعة من حيث السمك والحجم والقوة والجودة وأن افضل أنواعها الحديد القطري.
وذكر أن سعر الحديد قضبان الداخلة في البناء وصل إلى 240 ديناراً للطن الواحد، ما يزيد نسبة من العبء المالي على المواطنين المقبلين على بناء مساكنهم بنسب متفاوتة من الكلفة الاجمالية. وأشار إلى كمية استهلاك المنزل للحديد قائلاً: «الكمية تختلف من منزل إلى آخر بحسب تصميم المهندس وحساباته لاحتياجات المنزل من قضبان الحديد، إذ إن بعض المنازل تحتاج إلى ستة أطنان، وبعضها عشرة أطنان أو 15 طناً».
ومن جهته، قال عبدالنبي عبدالوهاب وهو على وشك الانتهاء من بناء منزل لأسرته: «إن منزلي استهلك نحو سبعة أطنان من الحديد، سمكها مختلف بعضها 8 مليات وبعضها 16 ملياً، استهلك غالبيتها في القواعد والأساس». وأضاف «اشتريت الحديد على دفعات تراوح فيها سعر الطن الواحد بين 220 و240 ديناراً». ومن جهته، قال حسن عبدالنبي وهو مواطن من المحافظة الوسطى: «إن منزلنا مصمم على ثلاثة طوابق، ومن المتوقع أن تبلغ كلف الحديد نحو 3 آلاف دينار».
وأضاف «الآن وصلنا إلى رابط سقف الطابق الأرضي (الأنتر)، واستهلكنا حديداً بكلفة ألف و500 دينار». وذكر أن أساس المنزل استهلك الكثير من الحديد لأنه مصمم على تحمل ثلاثة طوابق، وكل طابق يتألف من شقتين. ويعتبر الحديد من المواد الرئيسية التي تدخل في كثير من الصناعات وأن ارتفاعها يؤدي إلى ارتفاع كل الصناعات التي تعتمد على مادة الحديد في منتجاتها
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1352 - الجمعة 19 مايو 2006م الموافق 20 ربيع الثاني 1427هـ