يستعد أكثر من 100 ألف طالب وطالبة من طلاب مدارس المملكة إلى خوض الامتحانات النهائية للعام 2006/2005 ، إذ تبدأ الامتحانات النهائية لجميع المراحل التعليمية الثلاث في مملكة البحرين بدءاً من اليوم.
وعادة ما يتأهب الطلبة لخوض الامتحانات، معدين لها كل طاقاتهم العقلية وإمكاناتهم النفسية والمادية، إذ تبدأ عجلة المراجعة المتمحصة في الدوران، وتتغير أجواء الأسر التي تحرص على إبقاء جو من الهدوء والاستقرار لأبنائها الطلبة والطالبات، وتوفير الراحة النفسية بالإضافة إلى سد كل الاحتياجات، كما تبدأ عملية العهود والوعود بالجوائز القيمة عند إحراز أفضل المراكز والدرجات التحصيلية.
ولا يخفى على أحد أن الطلبة والطالبات في هذه الفترة (وهي فترة ما قبل الامتحانات) يتعرضون إلى أعراض القلق والخوف، ويمكننا أن نأخذ دليلا على ذلك احتجاجات الطلبة الأخيرة على قرار وزارة التربية والتعليم المتمثلة في تمديد فترة الدراسة إلى ما قبل الامتحانات، كما أن الخوف والتوتر النفسي لا يقتصران على الطلبة والطالبات فقط إنما يمتدان لأسرهم أيضا.
«الوسط» اقتربت قليلا من أولئك الطلبة والطالبات للوقوف على نفسياتهم قبل خوضهم غمار الامتحانات، وكانت هذه الوقفات مع مجموعة منهم...
يقول الطالب (م.ح): كنت أراجع طوال أيام العام بمعدل بطيء لا يتجاوز ساعتين في اليوم، كما انه تمر أيام كثيرة من دون أن أذاكر فيها، إلا أن الشهر الأخير في الفصل الدراسي، الذي يكون قبل الامتحان يتضاعف إحساسي بالقلق والخوف من الخروج من قائمة الأوائل، فأبدأ في حفظ المواد، بحيث اكون قبل الامتحان بأسبوعين قد أنهيت ما يجب علي القيام به، عند ذلك أشعر بالراحة. مع ملاحظة انني لا استطيع المذاكرة في ظل الضغط العصبي.
أما الطالب (ع. م) فقال: «إن مذاكرتي أيام الامتحانات تعتمد في أكثرها على التلخيصات، إلا أنني أثناء العام الدراسي اكون قد ذاكرت جيدًا كل المواد وتدربت كثيراً على نوعية المسائل والقوانين، بينما تقتصر مراجعة أيام الامتحانات - لضيق الوقت - على الإطلالة على الامتحانات السابقة، ثم مراجعة المنهج مراجعة جيدة».
الطالبة (أ. م) ذكرت أنها لا تبدأ مذاكرة الامتحانات النهائية إلا قبل أسبوع، وذلك بعد أن تكون قد أنهت التكليفات والأبحاث المطلوبة منها، إذ تقوم - بحسب وصفها - بعملية جرد للمواد، تضع جدولاً كبيرًا فيه أسماء المواد والجزء المطلوب مذاكرته منها وعدد المحاضرات، وغالبا تكتب عدد الصفحات لكي تتمكن من تقدير الوقت المطلوب لكل منها، ثم تبدأ في تقسيم المواد على الأيام المتبقية، كما أنها لا تذاكر أكثر من مادة واحدة في اليوم الواحد.
إلى ذلك ارتأت إحدى المشرفات «توجيه وتعويد الطلاب على ترديد الأدعية والأذكار المناسبة وتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلاة في أوقاتها لما في ذلك من طمأنينة للنفس في كل الأوقات وخصوصا أوقات الامتحانات بالنسبة الى الطلبة». وأضافت «ان تدعيم ثقة الطلاب بأنفسهم، والوقوف منذ وقت مبكر على ميولهم وقدراتهم، وتوجيه طموحهم ليتوافق مع قدراتهم في اختيار التخصصات الدراسية المناسبة لكل منهم أمر ضروري في تعزيز الثقة بالنفس».
وأوضحت «أنه يجب ان يوجه ويرشد الطلاب إلى طرق الاستذكار الجيد منذ مطلع العام الدراسي والتذكير بأن عملية التحصيل عملية تراكمية تتطلب استذكارا مستمرا من دون تأجيل، مع التأكيد على أسر الطلاب بمساعدتهم على تطبيق ذلك منزليا»، مبينة «أن تنظيم الوقت في دراسة المقررات الدراسية بحسب حب الطالب للمادة يساعد الطالب على الانتهاء من مادة والانتقال إلى مادة أخرى».
مشرف اجتماعي آخر قال: «يجب ألا نهمل دور المنزل في تدريب وتشجيع الطلاب على كتابة أسئلة في موضوعات كل مادة ومناقشتها بشكل جماعي داخل الفصل في فترة المراجعة مع توضيح الطريقة الصحيحة لحل الأسئلة». مؤكدا دور المنزل على تحفيز الطالب بالطرق الإيجابية للجاهزية اللازمة بدراسة واستذكار المواد بشكل كامل منزليا بعيدا عن التهديد.
وأشار المشرف الاجتماعي إلى «ضرورة تزويد كل طالب بنسخة من نشرة تقسيم الوقت بين الاستذكار والراحة والترفيه والنوم، والتأكيد على الأسر بأهمية ذلك، وأهمية أن يجد الطالب وقتا كافيا للذهاب إلى الامتحان صباح يوم الامتحان من دون عجلةٍ تدعو الى القلق. مشددا على اهمية «توجيه وتعويد الطلاب على مواجهة الامتحانات بثقة تامة واعتبار فترة الامتحانات فرصة لعرض ما بذاكراتهم من معلومات بل والاستمتاع بعرضها بثقة»
العدد 1352 - الجمعة 19 مايو 2006م الموافق 20 ربيع الثاني 1427هـ