من الغريب جداً أن تكون فترة الامتحانات هاجساً تعيش فيه الأسر بمشاعر مختلفة من الخوف والتهديد والضغط النفسي، ما ينعكس على الأبناء ويؤثر بدوره تأثيراً سلبياً على نتائجهم، لكن الأغرب أن تكون الموارد المعرفية التي يمكن أن تكون المعين الأول للطالب من الممنوعات.

فهناك بعض العقليات من يرون استخدام الكمبيوتر والإنترنت أمراً لمجرد التسلية فهم يعتقدون أن الكمبيوتر لعبة حضارية ممتعة، يجعلهم يضعون هذه التقنية ضمن ممنوعات فترة الامتحانات.

ولعل السبب الكامن وراء اقتناعهم بأن الكمبيوتر وسيلة ترفيهية هي الصورة السوداء التي رسمها الكثير من الأفراد عند استخدامهم للشبكة العنكبوتية التي يحصرون استخدامات الإنترنت في غرف الدردشة والمواقع المسلية والألعاب، وأيضاً المنتديات الحوارية التفاعلية التي لم تسلم من عدوى المرح والدجل بحيث عند زيارتك لمعظم المنتديات ستجد وبصورة بديهية جداً أن نصيب الأسد للمشاركات تكون لمنتديات المرح والتسالي، فلاتزال هناك فئة كبيرة من مجتمعاتنا من يجهلون منافع الإنترنت بل ينقصهم الوعي بأهمية استغلال هذه الشبكة في الرقي بذواتهم وأفكارهم، وإلى جانب هذه الفئة هناك أياد أخرى تتعمد تشويه صورة الإنترنت في الاجتهاد بإنشاء المواقع الإباحية والمواقع الترفيهية الهابطة، إذ لا يعتريك العجب عند رؤيتك تصدر مثل هذه المواقع قوائم أفضلية مواقع الإنترنت.

هذا الواقع المرير الذي نعيشه يجعلنا لا نلوم العقليات التي تنظر إلى الإنترنت نظرة ازدراء، لكننا في الوقت نفسه لابد من إقناعهم بالنظر بعين تفاؤلية إلى ما تحويه الشبكة العنكبوتية من معارف جمة ومعلومات هائلة، تغطي مساوئ الإنترنت، فالإنترنت حقيقة مهمة وأساسية ولا يمكن الاستغناء عنها، وإنما استخدامها الخاطئ هو الضرر بعينه ولهذا فالوزر يقع على التعامل الخاطئ وليس على التقنية بذاتها، ولذلك يجب أن نعمل جميعاً في خلق بيئة افتراضية نقية، وذلك بتقديم جرعات التوعية التقنية إلى أبنائنا وتشجيعهم على استخدام الإنترنت بصورة إيجابية عن طريق توجيههم وإرشادهم إلى المواقع المفيدة، وكذلك التوازن في مجال التعاطي مع المواقع الترفيهية، فليس من المعقول أن نحرمهم كلياً من الترويح عن أنفسهم، كما يجب علينا التصدي للمواقع الهابطة بالترويج إلى البرامج الوقائية وكذلك إنشاء مواقع ذات فائدة ومضمون نافع تعود بالنفع على مجتمعاتنا