أتمنى أن تسنح لنا الفرصة عبر هذه الأسطر لنروِّح عن أنفسنا قليلاً في أحاديث تبعدنا عن الطاحونة التي ابتلي بها المجتمع البحريني (...)! ولأن الوقت بدأ «يحتر» شيئاً فشيئاً، فإن الحاجة الى ما يبرّد أصبحت مراد الكثيرين منا، فلن ينفعنا حين تضربنا الشمس الغاضبة على الرؤوس أحد، ولن نستفيد شيئاً من حرق الأعصاب والغضب في موضوعات لا طائل من ورائها.
الصيف في البحرين - كما تعرف الغالبية - هو صيف لا يرحم. وعلى رغم أن صيف العام الماضي لم يكن شديد الحرارة، وكان الطقس في معظم أيام الموسم الماضي ذا حرارة مقبولة، أي أن الحرارة لم تتجاوز حاجز الخمسين درجة، فإنه كان صيفاً على أية حال، والمشاهد فيه تكثر... هناك، وعلى سبيل المثال، لم يكن المرء يصدق تلك الأجساد التي تكدست في مسبح عين عذاري بالمئات. وكان شكل النهر (الساب) غريباً والأطفال تقفز فيه، فيما بعض النسوة فضلن النزول الى الساب مع أطفالهن بعباءاتهن. فكل ما هو مطلوب، إطفاء تلك النار التي اشتعلت في الأجساد وتبخرت من حرارتها أدمغة البعض.
والوضع في بلاج الجزاير، لم يكن يبعث على الفرح والسرور، فقد كان الهواء عليلاً والساحل نظيفاً والتراب ناعماً لكن «العرشان» تعبانة وألعاب الأطفال «رايحة عليها»، والأوساخ تملأ المكان.. ومع ذلك، فقد وجد عدد كبير من المواطنين والمقيمين الفرصة للاستحمام في ذلك البحر الجميل. هذا يصرخ من قطعة زجاج دخلت في قدمه، وذاك يحمل في يده قطعة خشب في رأسها مسمار وهو يقول: «زين محد داس عليه»، وآخر يجري وهو يحمل طفلاً بحثاً عن دورة مياه.. والكل يحلف برأس مكان اسمه «بلاج الجزاير».
اما سواحل القرى فهي مدعاة أيضاً للتفكه... ساحل باربار الذي تملكه الأهالي من حقه أن يفرح ويفتخر. فأمام ذلك المنظر البديع، لن تجد أجمل من اللحظات الهادئة في سكون الليل أمام ذلك الموج الهادئ.
لكن يا جماعة، وأطلنا الحديث، كيف سيكون الوضع هذا الصيف؟ لا عين عذاري ولا بلاج الجزاير ولا سواحل نتجه اليها... لماذا لم يفكر أحد في راحة المواطن
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1351 - الخميس 18 مايو 2006م الموافق 19 ربيع الثاني 1427هـ