لو كانت في يدي حبة طماطم عفنة يوم جلسة النواب الأخيرة لاستخسرت رميها على مبنى مجلس النواب، في ذلك اليوم وهي الجلسة التي أقر فيها النواب قانون التجمعات والمسيرات، ذلك القانون الذي يحظر تنظيم المسيرات والمظاهرات السياسية والتجمعات بالقرب من المستشفيات أو المطارات أو المجمعات التجارية والأماكن ذات الطابع الأمني! ولا أعرف بعد تحديد أماكن الحظر، أين يمكن للمتظاهرين التظاهر! فمطاطية هذا القانون فاضحة تمكن وزارة الداخلية من منع التظاهرات حتى في «المراحيض» فضلاً عن الأزقة.
حاولت بيني وبين نفسي تحديد مكان تتوافر فيه شروط التظاهر ولم أجد مكاناً لا يمكن إلى وزارة الداخلية أن تعتبره «محظوراً» وفق القانون الذي مرره النواب بغالبية ساحقة اقتربت من الإجماع! ولو اخترنا شوارع المنامة مثلاً، فهل يوجد فيها شارع ليس بالقرب منه مجمع تجاري؟ ولو اخترنا أحد شوارع ضواحي المنامة فكلها قريبة من مجمع السلمانية! ولو اخترنا الشارع الواقع بين ضاحية السيف وبين السنابس فلن يمكن، فالمجمعات التجارية تملأ ضفتيه! ولو أراد أحد التظاهر في أية قرية أو مدينة فكلها تقترب إما من مركز صحي أو مركز أمني! واما المحرق فكلها قريبة إما من المطار وإما من مستشفى الملك حمد! وحتى الصخير المنطقة النائية، التي اقترح السعيدي حصر التظاهر فيها وضحك الكثيرون على اقتراحه، فهذه المنطقة وفق القانون الجديد أيضاً يمكن حظر التظاهر فيها لأنها تقترب من نقاط أمنية كثيرة! فهل يستحق نوابنا الطماطم العفنة؟
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1351 - الخميس 18 مايو 2006م الموافق 19 ربيع الثاني 1427هـ
أحسنت يا أستاذ عقيل...
كلمتك اخترقت حاجز التاريخ لنكتشف بان هذا القانون سيء الصيت هو من يتحكم في البحرين الآن