ما حدث في جلسة النواب الأخيرة حين تم تمرير قانون مهم كقانون التجمعات بسرعة البرق، ذكَّرنا بما حدث تماماً في الجلسة الأخيرة في دور الانعقاد الثالث، حين تم تمرير قانون الجمعيات، الذي عومل ومازال يعامل على أنه «ابن ضال» للحكومة، الذي أنهاه النواب هو الآخر على عجالة، وكأنه أشبه بجمرة حارقة حاولوا التخلص منها بسرعة قبل أن تحرق أيديهم، غير أنها وعلى رغم ذلك تركت رماداً لن يمحى.
وما حدث أثناء مناقشة التجمعات في الجلسة الأخيرة، ما هو إلا ترجمة واضحة لخطة الحكومة التي جسدها النواب بكل براعة عبر استعجالهم في تمرير القانون، وهو القانون الذي كانت تخشى الحكومة أشد ما تخشاه من أن ينقضي الدور قبل انقضائه، ولا يخفى على أي متتبع أن تخوف الحكومة نابع من أن يشكل دخول المعارضة على خط البرلمان «حجر عثرة» أمام القانون الذي كانت متخوفة من تعسر ولادته في المجلس فلا يخرج على ما تشتهيه.
لكن لا يمكن وصف ما حدث في الجلسة سوى أنه تخاذل نيابي حقيقي في اتخاذ قرار كان من المفترض أن يكون متوافقاً مع «الإدارة الشعبية والحرية والديمقراطية ووو...»، وهي العبارات التي دائما ما يتشدق بها النواب في جل تصريحاتهم للصحافة، وخصوصاً مع قرب موعد الاستحقاق النيابي الذي تناسوه حين صوتوا بالموافقة النهائية على المشروع، وهرب منه آخرون حين هربوا من التصويت
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1350 - الأربعاء 17 مايو 2006م الموافق 18 ربيع الثاني 1427هـ