لماذا يحرم الحكام من حقهم في إدارة المباريات الجماهيرية والمباريات النهائية؟، أي شخص مجتهد يأمل أن تتوج جهوده بتقدير ما، فاللاعب يسعى إلى تتويج جهد الموسم بالفوز بالبطولات والموظف يأمل تتويج جهده بالترقيات، والشركات تسعى إلى تتويج جهدها بجني الأرباح، والحكام جزء من هذه الدائرة ويأملون تتويج جهد الموسم بإدارة أحد اللقاءات القوية والنهائية، وهو حق مشروع لهم فلماذا نحرمهم منه؟

وعمد اتحاد الكرة في الموسمين الأخيرين إلى الاستعانة بالحكام الأجانب لإدارة المباريات الحساسة وهو هضم لحق حكامنا الذين يجتهدون طوال الموسم لكي ينالوا شرف إدارة تلك المباريات، وإذا كانت الأخطاء التي يرتكبها الحكام هي السبب في ذلك فهذا مردود عليه، فالحكم وأخطاؤهم جزء من كرة القدم و كم شاهدنا أخطاء كثيرة من الحكام العالميين في البطولات الأوروبية، والحكم عليه أن يتخذ قراره التقديري في أقل من ثانية، في الوقت الذي نعجز فيه عن تقدير اللعبة بعد مشاهدتنا لها مئات المرات عبر الإعادة التلفزيونية، وحتى الحكام الأجانب الذين تم إحضارهم حدث ولا حرج عن أخطائهم، وآخرهم الطاقم الذي أدار مباراة الأهلي والمحرق.

الحكم لا يتحمل المسئولية وحده حتى نحرمه من حقه، فالحكم يكون في الكثير من الأحيان نجم المباراة لكن الجماهير ترمي جام غضبها عليه لجهل البعض منهم بالقانون من جهة وتعصب البعض الآخر من جهة أخرى.

فالمشكلة إذاً ليست في الحكم وحده، فالاتحاد والأندية يتحملون جزءاً كبيراً من المسئولية، إذ أضعف الاتحاد شخصية حكامه بقراراته الهشة في حق المعتدين على الحكام، وإداري الفريق يكون أول المعتدين على الحكام بدلاً من أن يكون قدوة للاعبيه، لكن من أمن العقوبة أساء الأدب. وعلى اتحاد الكرة أن يعيد حساباته في الموسم المقبل ويكافئ حكامه المجتهدين، ويقوي من شخصيتهم وخصوصاً أنهم يمثلون البحرين في الكثير من البطولات الخارجية