العدد 1350 - الأربعاء 17 مايو 2006م الموافق 18 ربيع الثاني 1427هـ

أبو عمار الغائب والحاضر دائماً

حسين راشد الصباغ comments [at] alwasatnews.com

واحتفاء بزيارة عرفات إلى بكين فقد استقبله أيضاً رئيس مجلس الدولة الصيني لي بينغ ياسر عرفات في قاعة الشعب الكبرى نفسها اقترح مشروعاً من خمس نقاط لحل قضية الشرق الأوسط مقدماً من الحكومة الصينية. وأهمها الاعتراف المتبادل بين دولة فلسطين ودولة «إسرائيل» وأن يتعايش الشعبان العربي واليهودي سلمياً وأن تنسحب «إسرائيل» من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى جانب وقف عمليات قمع السكان الفلسطينيين وان هذا سيؤدي تلقائياً إلى ضمان أمن «إسرائيل» ولاحظت أن كل زياراته للصين هذه الدولة العملاقة سياسياً واقتصادياً ولدول أجنبية أخرى لاتخرج في نتائجها عن روح ومضمون تلك البيانات الرسمية الإنشائية. واليوم ونحن في مستهل 2006 تبدو القضية الفلسطينية في مفترق الطرق بل وتراوح في مكانها إلا أنه على حياة الرئيس ياسر عرفات كان يدرك هذه الحقيقة المرة فلذلك دائماً يحرص على أن يحرك المياه الراكدة حول هذه القضية واليوم يبدو المشهد السياسي الفلسطيني وكذلك الواقع العربي القادم قاتماً ولاسيما بعد حوادث سبتمبر/ أيلول 2001. وفي طهران بعد انتصار الثورة الاسلامية في فبراير/ شباط 1979. وإقامة جمهورية إيران الإسلامية حولت الحكومة الإيرانية الثورية الجديدة سفارة «إسرائيل» إلى سفارة فلسطين وأسمت الشارع المطل عليها باسم شارع القدس وكان لهاني الحسن أحد رموز منظمة التحرير الفلسطينية علاقة قوية ومتينة بل وحميمة مع زعيم الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله الإمام الخميني كما كان لهاني حضور ونفوذ سياسي في الساحة الإيرانية ولدى أركان الثورة الإسلامية. وفي سبتمبر 1982. وهو ثالث عمل دبلوماسي لي كمندوب دائم لدولة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك حدثت مجزرة صبرا وشاتيلا والتي استمرت فصولها لثلاثة أيام دامية من حياة الشعبين الفلسطيني واللبناني تابعت هذه المجزرة من خلال القنوات الفضائية الاميركية المختلفة وقد حصدت أكثر من ألف ضحية من الفلسطينيين واللبنانيين وأكثر من خمسمئة مخطوف ومفقود وتمت هذه المجازر بعد احتلال «إسرائيل» للبنان وسقوط أول عاصمة عربية تحت الإحتلال الإسرائيلي والذي بدأ في يوليو / تموز 1982 وقد مهد الجيش الإسرائيلي بعد حصاره للمنطقة الغربية من بيروت الطريق لمجموعة من الميليشيات اللبنانية المسيحية لارتكاب هذه المجازر الدامية وروت هذه الفضائيات هذه المآسي الاجرامية من خلال روايات لعائلات أو ضحايا وقد سجلت هذه الحوادث الدامية على شريط فيديو واستغرق اكثر من ساعة مدعوماً بالصور والأرقام والحقائق ومركزاً على المؤسسات الإنسانية العالمية والتي قدمت الدعم والمساعدة لأسر الضحايا وأرسلت هذا الشريط كوثيقة إلى وزارة الخارجية البحرينية. وفي تونس التقيت عرفات أربع مرات وذلك خلال عملي الدبلوماسي والذي استمر أربع سنوات وآخر لقاء تم في يناير/ كانون الثاني 2001 حيث كانت هناك اجتماعات لجنة المتابعة العربية المنبثقة عن الجامعة العربية والمنوط بها تنفيذ القرارات المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية ومثل البحرين في هذه اللجنة الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير الخارجية آنذاك، وقد استقبل الرئيس زين العابدين بن علي ياسر عرفات ومعه وزراء الخارجية العرب الأعضاء في هذه اللجنة إلا أن رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي بقي معنا نحن السفراء من دون حضور الاجتماع المغلق. وهذه اللجنة عقدت عدة اجتماعات لها قبل ذلك في مقر الجامعة العربية في القاهرة وفي عواصم عربية أخرى ولم أسمع لها أية ذكر بعد اجتماعها في تونس فقد اسدل الستار عليها وعلى كثير من اللجان العربية الأخرى المماثلة والتي تبدأ عادة نشيطة وبزخم سياسي متواصل ثم لا تلبث إلا أن يخبو نشاطها وتصير في طي النسيان ويذهب ريحها وكأنها لم تكن موجودة. وأخيراً وفي افتتاح مطابع صحيفة «الوسط» صباح الاربعاء 26 ابريل / نيسان 2006 كان هناك جمع من رجال الاعمال وجدت أحدهم يتابع حركة الأسهم ارتفاعاً وهبوطاً في دول الخليج إلا أنه فاجأني انه يتابع أيضاً سير الأسهم لفلسطين ومعدلات تداولها في سوق فلسطين للأوراق المالية وأنها شهدت أخيراً انخفاضاً واضحاً وعندما ذكرته بأن الأوضاع السياسية في مناطق السلطة الفلسطينية غير مستقرة وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والضفة وأن هذا أضعف الاقتصاد الفلسطيني وهو في الأساس ضعيف ومتهالك ويعتمد على المنح الأوروبية والأميركية مع دعم عربي ضعيف وجدته يلوذ بالصمت ويركز من جديد على حركة الأسهم ومن دون الخوض في السياسة والتي على حد قوله تجلب الصداع والهم في دنيا العرب ووجدته ينتقل إلى متابعة الأسهم في أميركا والدول الأوروبية واليابان وكذلك سوق الأسهم الضخمة في هونغ كونغ. في العام 1965 انبثقت حركة فتح للوجود معلنة عهداً من الكفاح الفدائي ضد «إسرائيل» وكان قائدها ياسر عرفات إذ كان يعمل في الكويت. وما يحكى عن زيارته إلى أبو ظبي إذ استقبله الشيخ زايد بن نبهان حاكمها آنذاك ان ابوعمار قدم صحبه إلى الشيخ زايد وهم نفر كثر وكلما قدم له شخصاً يكنيه بأبي فلان بدل الإفصاح عن اسمه الحقيقي فما كان من الشيخ زايد بذكائه الفطري البسيط والبليغ إلا أن قال لعرفات فأنا أيضاً أبوظبي وقد ضحك الجميع لظرافة حاكم ابوظبي وروحه الفكاهية

إقرأ أيضا لـ "حسين راشد الصباغ"

العدد 1350 - الأربعاء 17 مايو 2006م الموافق 18 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً