العدد 1350 - الأربعاء 17 مايو 2006م الموافق 18 ربيع الثاني 1427هـ

المحافظ المالية

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

نشعر أننا بحاجة أن نتوقف بين الآونة والأخرى وبعيدا عن الحديث عن الهموم الاقتصادية لمجتمعاتنا للتطرق إلى بعض القضايا تنطوي بشكل أساسي على مضامين نظرية، ولكن لابد من تفهمها للتعامل مع كل الهموم بشكل أفضل وأكثر منهجية.

لقد قيل كثير بشأن إدارة محافظ الأوراق المالية وبالنسبة إلى الذين يحاولون تجنب مفاهيم المغامرة في إدارتهم لهذه المحافظ والذين اقنعتهم التجربة أو التفكير السليم بالارتياب في »الشائعات« و»التوصيات« يجدر لهم ان يتذكروا دائما القواعد المبنية على الحذر والتفكير في آن معا في ادارتهم لمحافظهم الاستثمارية.

ان على المرء أولا ألا يلتزم بما يفوق امكاناته، أي بما يزيد على ما يمكن ان يخسره دون ضرر جسيم، خصوصا عندما يعقد صفقة لأجل. لكن، يجب أيضا الا تكون عنده افكار مسبقة قد تنجم عن توظيفات سابقة، موفقة او مخفقة، ولا التزامات عمياء قد تقود مثلا - بحجة تخفيض متوسطات أسعاره، أي بحجة استرداد اسهم بسعر أدنى من سعر الشراء الأول - إلى إهمال توزيع المخاطر وإلى الاصرار على أسهم ربما تكون هناك اسباب وجيهة لفقدانها اهتمام السوق بها. والعبرة من ذلك انه قد يكون من الحكمة بمكان ان يتقبل المرء الخسارة مثلما يتقبل الربح، حتى ولو لم تكن العملية تنطوي على الترضيات ذاتها.

بالنسبة إلى اختيار الأسهم، لابد من التذكر بأن المستقبل أهم من الماضي، كما ان الارتفاع المنتظم لقيمة السهم يبقى معيارا ذا شأن لنوعية السهم وان مردود توظيف ما يكون احيانا متناسبا عكسيا مع درجة ضمانته وان غلاء أحد الأسهم يرتبط دوما بجاذبيته.

لقد نضج علم البورصة في السنوات الاخيرة، تحت تأثير طرائق التحليل الأميركية وبسبب الدور الأكبر للمستثمرين المؤسسيين. وتقاس نوعية الأسهم اليوم ببنية الشركات كما بدينامية ادارتها، بينما تقل تدريجيا تقدير سعرها تبعا لقيمة تصفيتها ويزداد تقديره بفضل رسملة ارباحها المستقبلية. هنا ايضا، تزداد الحاجة كل يوم إلى مساعدة الاختصاصيين في التحليل المالي، الذين يسعون إلى التنبؤ بتطور الاقتصاد ونتائج المؤسسات. فقد ولى الزمن الذي كان بامكان المرء فيه ان يشتري سهما في البورصة من دون قلق على الآخر متكلا على ذاتيته وحدها.

أخيرا، يجدر بنا التذكير بأنه لا ينبغي الاستسلام لا لتثبيط العزيمة ولا للذعر وبان حركات البورصة ليست وحيدة الاتجاه. لقد قيل ان المرء قد يغتني احيانا بالبيع قبل الأوان. لكنه قد يغتني أيضا بالشراء قبل الأوان، مع انه يقتضي احيانا اتقاء الجنون الذي يقوم على رغبة المرء في البقاء عاقلا بين المجانين. وإذا كانت مبادئ تكوين محفظة أوراق مالية وادارتها أمورا سهلة نسبيا، فإن تطبيقها ليس بالسهولة نفسها. ففي عصر يتسارع فيه تطور الاوضاع وتجابه فيه اقوى الشركات احيانا مشكلات رهيبة من جراء المنافسة الدولية، يليق بالمرء اكثر من أي وقت مضى عدم الاعتصام بالجمود.

ان المستثمر بناء على وضعه الشخصي وبعد تفحص جميع امكانات التوظيف، عليه أن يسعى ليس فقط إلى تكوين محافظ استثمارية متوازنة بما يتناسب مع مصالحه، انما ايضا مراقبتها والقيام بالمراجعات الضرورية في الوقت الأكثر ملاءمة، مع التوفيق بين متطلبات الأمان والمردود والتثمين

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1350 - الأربعاء 17 مايو 2006م الموافق 18 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً