مازال خطاب النساء اللاتي ينوين الترشح في الانتخابات المقبلة متذبذباً، فكثير منهن لم يحسمن أمرهن للترشح، أو على برنامجهن الانتخابي، ولعل الغموض الذي لايزال يلف موعد الانتخابات أضفى تذبذباً أكبر على وضع المترشحات بالذات ناهيك عن المترشحين.

مازالت النساء المترشحات أيضاً يستخدمن نفس الخطاب المعاد والمكرر في حديثهن مع الجمهور في مجالس كثيرة، فلا يزال هذا الخطاب يكرر إنجازات المرأة، وحقوق المرأة في الإسلام، وكفاءة المرأة والمناصب التي وصلت إليها، ويشدد على تلك المعلومات التي ذكرت مراراً وتكرراً، بالأسلوب نفسه. هذا الخطاب يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن معركة النساء في الانتخابات المقبلة لاتزال في مرحلة إقناع الجمهور بترشيح المرأة، كمبدأ لم يتم الاتفاق عليه بعد، ولذلك تجد المترشحات يصررن في أي خطاب لهن على الحديث عن كونهن نساء، ويحاولن باستماتة إقناع الجمهور بكفاءتهن «على رغم كونهن نساء». لم يصل الخطاب بعد لمرحلة نقاش سياسي، أو عرض لبرامج انتخابية معينة، أو لمس لحاجات الجمهور.

ربما مازال المجتمع «غير مقتنع» بالمرأة لتمثله في البرلمان، ولكن المرأة حصلت بالفعل على حقها في الترشيح، الحق الذي اعتبر قفزة في تاريخ المرأة البحرينية، وربما تحتاج المترشحات إلى قفزة أخرى للتغلب على «عقدة النقص» لديهن بنظرة المجتمع إليهن على أنهن «نساء»، بالبدء في طرح خطاب أعمق يثبت كفاءة المرأة بأسلوب عملي