العدد 1349 - الثلثاء 16 مايو 2006م الموافق 17 ربيع الثاني 1427هـ

البحرين بلد «المليون» تناقض!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

لدينا تناقضات عدة في هذا البلد، تبدأ بأصغر الأشياء وتنتهي بأكبر الأشياء مروراً بما بين البينين. وكمثال ساطع على التناقضات في البلد ما جرى للمعهد الوطني الديمقراطي وفوزي جوليد، ومكمن التناقض هنا الفرق في التفسير والتعامل مع مبدأ سيادة الدول وقوانينها الوطنية.

عقد المعهد الوطني الديمقراطي دورات تدريبية وورش عمل بشأن الديمقراطية، شاركت فيها القوى السياسية وبعض أفراد المجتمع، عن طيب خاطر، ورضا صحيح بكامل الأهلية، وبخلو إرادتها من أي عيب، وهو يعكس وجهة نظر الديمقراطيين في أميركا. أما سفير معتقل «اكس. راي» فقد قام بيده بإغلاق مكتب مقاطعة البضائع الإسرائيلية في البحرين، وبلا إذن وبلا رضا من أهل الشأن، وبلا أدنى احترام للإرادة الشعبية، وفي «بلطجة» لا يقوم بها إلا «المارينز» في عاصمة الرشيد أو العصابات الصهيونية في «القدس»، وهو يعبر عن سلوك الجمهوريين في الحكم.

في التصرف الأخير للسفير، لم يكتب أحد عن «اختراق سيادة الدول»، فهو مبدأ مدعى به في وجه المعهد فقط! لا أحد يكتب عن القوانين الوطنية فهي تنشط في وجه السيد جوليد! لا أحد يكتب عن الأموال التي تبذلها السفارة بشكل ظاهر وخفي لعملائها، إلا أن كل مستفيد من المعهد من الممكن وسمه بالعميل، فمصطلح العمالة مقصور على من يتعامل مع المعهد، أما السفارة فهي مفتوحة، وبها مجلس أسبوعي ودعوات دائمة... أليس هذا تناقضاً؟!

ليس هناك مجال لدينا للدفع بخيرية أي من الإدارتين المتعاقبتين (الجهوريين أو الديمقراطيين)، إلا أن أخف الضررين وأدنى المفسدتين، بلا شك تولي الديمقراطيين قيادة هذه الامبراطورية المتوحشة والبالغة السوء.

القوى السياسية في البحرين (الأصالة، الوفاق، المنبر الإسلامي، العمل الإسلامي، وعد، المنبر التقدمي) ليست غائبة عن الوعي حينما تعاملت مع جوليد، وطبعاً ليس خافياً عليها تسنم مادلين اولبرايت أعلى منصب في المعهد (الرئاسة)... القوى السياسية في البحرين، كأي قوى عربية معارضة، أصابها الإحباط من جراء التضييق المستمر على نشاطاتها والتراجع في بعض الجوانب الأساسية بالنسبة إلى العملية الديمقراطية. وهي على كل حال متهمة من قبل الحكومات حتى من دون أن تتعامل مع معاهد مشبوهة أو مرموقة! والمعارضات في الدول العربية لا يهمها أصلاً هذا الاتهام، فإن كانت الحكومات العربية راضخة والوزارة راضخة والكل مستسلم إلى الأميركان، فهل توقف الأمر على المعارضة؟! فما هو مباح للحكومات فعله محرم على غيرها من جماعات! وهذا تناقض! ويوم ذهب رئيس جمعية «وعد» إبراهيم شريف السيد إلى لندن، تلك الضجة والصيحة التي افتعلتها بعض القوى «الاستزلامية» والأفراد «الاسترزاقيين» بريموت كونترول موجه ضد شريف، حينها أقاموا الدنيا ولم يقعدوها... والآن، يصمت هؤلاء كصمت القبور على ذهاب مجموعة من النسوة إلى لندن وجنيف أيضاً! يا ترى ما الفرق بين غادة وإبراهيم؟! وكيف يحرّم على الثاني ما يحلل أو يكاد ييسر للأولى الحصول عليه؟ وذلك تناقض آخر ما نشهده في بلد «المليون» تناقض، ولنا عودة لسبر أغوار تناقضات أخرى

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1349 - الثلثاء 16 مايو 2006م الموافق 17 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً