العدد 1349 - الثلثاء 16 مايو 2006م الموافق 17 ربيع الثاني 1427هـ

ازدهار سوق ألعاب الهاتف النقال واتجاه صناعتها

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكدت دراسة صدرت حديثاً عن ازدهار مبيعات ألعاب الهاتف النقال خلال الربع الأول من هذا العام، حيث تجاوز عدد ما اشتراه مستخدمو الشبكات اللاسلكية وحملوه على هواتفهم النقالة، خلال شهر مارس من هذا العام ما يربو على 8,2 ملايين لعبة، بزيادة قدرها 53 في المئة على ما حملوه في شهر يناير/ كانون الثاني من هذا العام والذي كان حينها 5,4 ملايين لعبة.

ورد ذلك في الدراسة التي قامت بها شركة تيليفيا (Telephia) وهي شركة أميركية تأسست في العام 1998، وأصبحت مرجعا في وضع معايير تقييس الكثير من الخدمات والمنتجات ذات العلاقة بصناعة الشبكات اللاسلكية بما فيها تلك التي تسير الهواتف النقالة. وتؤكد الدرسة أن عدد شراة الألعاب عير المتكررين ( unique mobile game buyers) قد قفز بنسبة وصلت إلى 44 في المئة، خلال الفترة ذاتها، فبعد أن كان عددهم لا يتجاوز 3,5، باتوا الآن نحو 5 ملايين مشترٍ.

وتلفت الدراسة النظر إلى نسبة عالية من تلك الألعاب يمكن تحميلها مجانا، وتورد مثالا على ذلك شركة جي آي يو موبايل (Glu Mobile)، التي وفرت نحو 49 في المئة من الألعاب التي أنتجتها مجانا. وتمضي الدراسة في إعطاء بعض التفاصيل حول حصة الشركات التي تتوازع تلك السوق، والألعاب التي تتصدر قائمة المبيعات أو بالأحرى التحميل. مؤشرات كثيرة يمكن استقراؤها من تلك الأرقام، لكن أهمها على الإطلاق هو إدراك التحول في صناعة الاتصالات، ذلك إن تحميل ملفات الألعاب وعبر شبكات لاسلكية يتطلب موجات ذات سعات واسعة تبيح تحميل مثل تلك الملفات أولا، وبأسعار غير مرهقة ثانيا، نظرا إلى كبر حجم الملفات، ومتطلبات تشغيلها. القراءة الثانية في الاتجاه ذاته هي أن الألعاب الرائجة بالمعيار التجاري المحض، هي تلك الألعاب المتطورة بالمعيار الصناعي، أي هي تلك الألعاب القادرة على المزج المتكامل بين النص والصوت والصورة، وهو ما تتطلبه الألعاب المسلية والمبدعة في آن. القراءة الثالثة هي أن التطوير في صناعة تقنيات الاتصالات والمعلومات بات متمحورا على الحركية (mobility) وعلى المستويات كافة: الاتصالات، التشبيك، الأجهزة والمعدات، المحتويات، الخدمات، وبالتالي فإن صناعة تقنيات المعلومات القادمة الناجحة والقادرة على اختراق الأسواق هي تلك التي تضع خططها القادرة على مخاطبة المستهلك المتحرك وليس الثابت. هذه الحركية بدأت تنتشر في صفوف المؤسسات ولم تعد مقتصرة على الأفراد فحسب.

تخلف العرب عن ركب صناعة تقنيات الاتصالات والمعلومات الثابتة وسبقتهم إلى ذلك أمم أقل إمكانات، فهل يسعفنا الحظ، وليس أي شيء آخر، فنلحق بركب صناعاتها المتحركة واللاسلكية؟

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1349 - الثلثاء 16 مايو 2006م الموافق 17 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً