تقرير نقابة الصحافيين العراقيين الذي يقول إن أكثر من 101 صحافي عراقي قتلوا منذ سقوط النظام السابق، يكشف جانباً مهماً من حجم المؤامرة التي يتعرض لها الشعب العراقي من خلال محاولة تحييد وسائل الإعلام التي تحاول نقل حقيقة ما يتعرض له من جرائم للرأي العام، كما يكشف الثمن الباهظ الذي يدفعه الصحافيون من أجل أداء رسالتهم الإعلامية.

هذه الحقيقة يؤكدها تقرير منظمة «صحافيون بلا حدود»، التي قالت في تقريرها السنوي الذي صدر أخيراً ان العراق ظل للعام الثالث على التوالي أخطر بلد بالنسبة إلى الصحافيين من الناحية الأمنية. هذه الصورة تفضح محاولات تكتيم أفواه الصحافيين في العراق لطمس الحقيقة أو تشويهها من خلال قتل الصحافيين أو تهديدهم أو اختطافهم، وهو هدف طالما سعى إليه المجرمون لتبقى جرائمهم من دون توثيق أو شاهد عيان.

يجب العمل على وقف نزيف دم الصحافيين في العراق وتوفير سبل الحماية الممكنة لهم، وعلى كل الأطراف احترام قدسية هذه المهنة، ولا بأس ان تقوم المؤسسات الإعلامية العاملة في العراق بالاحتجاج السلمي على ما تتعرض له من خلال «إضراب إعلامي» عن العمل ومقاطعة أخبار العراق لمدة معينة، حتى تعلن هذه الأطراف التزامها العلني بعدم التعرض للصحافيين والإعلاميين باعتبارهم طرفاً محايداً ينقل الحقيقة كما هي على أرض الواقع، لا كما يريد هذا أو ذاك