في أسبوع واحد تجد نفسك مزحوماً بعشرات الشكاوى التي تصلك من المجتمع. بعضهم يعيش هموما سياسية والأكثر يلقي عليك دلوا من الدموع على الواقع المعيشي، وآخر يشكو من خصخصة بعض المواقع وانعكاسها على المواطنين من طبقة العمال، إذ اصبحوا رهناء المقاولين او الشركات التى تزج بهم كمراسلين أو عمال في الوزارات من دون ان تراعي حقوقهم كبشر، إن على مستوى الراتب أو العلاوات.
بالأمس جلست مع دكتور بحريني (رفيع المستوى) وزوجته (تحمل ماجستير)، حدثني الدكتور قائلاً: سيد انا دكتور وإلى الآن لم استطع ان انجز بناء منزلى المتواضع، على رغم شهادتي وشهادة زوجتي. أنا أعيش في شقة وزوجتى والاطفال، والشقة بدأت تضيق علينا. أتمنى ان توصّل إلى الإسكان حاجتنا إلى قرض لاكمال المنزل. أنا لا أريد أن أحدثك عن نفسي بقدر ما أريد أن اكلمك عن واقع نعيشه نحن في البحرين.
قلت له: لماذا لا تقدم طلبا إلى الإسكان؟ قال: قدمت وانا في الانتظار، لكن الا تعتقد انها كبيرة ان يبقى دكتور يقوم بالتدريس 15 عاماً يعيش في شقة هو وزوجته؟ كم بقي من عمري؟ هل اسافر وأهاجر إلى الخارج؟ اليوم العالم العربي يعاني من أزمة تسمى بهجرة الادمغة العربية لعدم وجود دفء وطني يتلقفهم.
هؤلاء البحرينيون هم الثروة الحقيقية للوطن، فهم بحاجة إلى دعم وتقدير، اساتذة الجامعات (جامعة البحرين أو جامعة الخليج أو بقية المؤسسات التعليمية). أتذكر اني قبل سنتين تحدثت عن مجموعة من الدكاترة وفي تخصصات وكانوا عاطلين والدولة لم تقصر قامت بتوظيف بعضهم. وكي ننصف التاريخ لقد قام محافظ إحدى المناطق، مشكوراً بتوظيف بعضهم، ووزارة التربية وظفت أحد هؤلاء. وهذه مواقف تشكر عليها الدولة، لكن الأمل ان تتم متابعة ظروف وحاجات هذه الطبقة وعلى جميع المستويات. عندما تدعو جامعة البحرين أو جامعة الخليج أي باحث اكاديمي للتدريس في الجامعة من الخارج توفر له كل الامكانات، وهو أسلوب جميل، لكن اعتقد انه لابد من التنسيق بين المؤسسات، والحكومة لبحث حاجيات الطبقة العلمية من المواطنين لبحث حاجياتهم لخلق مناخ يحتضن الكوادر البحرينية.
لاشك أن هناك عدداً كبيراً من الطبقة العلمية في المجتمع البحريني تعيش حياة مرفهة، لكني هنا أتحدث عن الطبقة العلمية الضائعة. هناك عدد من المهندسين البحرينيين والأطباء البحرينيين والاكاديميين ايضا تحسبهم اغنياء من التعفف.
بعضهم يصل عمره إلى 45 وهو بلا منزل، إذاً كما قال سمو ولي العهد: نحن بحاجة إلى إصلاح الاقتصاد البحريني لإشراك المجتمع البحريني في التنمية الاقتصادية، ان إنشاء صندوق برأس مال 30 مليون ديناراً لدعم الطلبة المتفوقين الذي طرحه سمو ولي العهد أخيراً لاشك يعد اضاءة كبيرة على مستوى التعليم، وسيكون له انعكاس كبير لدعم المسيرة العلمية في البحرين
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1348 - الإثنين 15 مايو 2006م الموافق 16 ربيع الثاني 1427هـ