غادة جمشير ناشطة بحرينية تهتم بقضايا المرأة وتتحدث عن هذه القضايا كلما سنحت لها الفرصة، وهي متحدثة ج
مهما كان السبب فإن اللجوء الى دولة أخرى لن يحقق شيئاً بل قد يكون مسيئاً للدولة ولإبنائها ومنهم غادة ، ومن يفعل مثلها في أية دولة أخرى.
«بنوجمشير» موجودون هنا وهناك، فمنهم من يلجأ الى أميركا ومنهم من يتجه إلى بريطانيا، ومنهم من يذهب إلى غيرهما وكل يطلب العون والنصر من هؤلاء على بلده وأهلها، ويظنون - بكل جهل - أن أحداً سينصرهم - لوجه الله - ومن دون أن يحقق مصالحه على حسابهم ثم يقذفهم من دون أن يقدم لهم حتى كلمة شكر... العراق احتل ودمر ونهبت ثرواته بمساعدة بعض أبنائه الجهلة لأنهم كانو يعتقدون أن أميركا ستنصرهم وتخلصهم من ظلم «صدام» ثم يعود الأميركان من حيث جاءوا... وأفغانستان - هي الاخرى - وقع فيها كما وقع في العراق ومازالت محتلة وكان بعض أبنائها وراء هذا كله، أرادوا شيئاً وأرادت أميركا شيئاً أخر، وحصلت أميركا على ماتريد وقذفت بهم في المتاهات وبقيت تحتل بلادهم... ومازلنا نسمع كيف يتجه بعض أبناء الخليج والعرب إلى أميركا يستجدونها النصرة على بلادهم بحجة أن في هذه البلاد ظلم لا يحتمل وأن الخير - كل الخير - في الأميركان فهم المؤهلون لرفع الظلم عن أبناء العرب وتحقيق العدالة لهم! وكأني بهؤلاء المساكين الجهلة لا يرون نتائج فعل الأميركان في بلادهم العربية وكأنهم - كذلك - لايقرأون التاريخ جيداً ليعرفوا أن الظلم الذي وقع عليهم وعلى أسرهم سببه الأميركان... ألم يسأل هؤلاء أنفسهم: لماذا يقدم الأميركان أو - سواهم - هذه المساعدات «المزعومة» للعرب؟ هل هم احرص من العرب على أنفسهم هل هم يضحون بأموالهم وأنفسهم في سبيل العرب؟ وهل وهل... الخ. ليس هناك شيء من دون مقابل وبمقابل باهض دائماً... ومن يظن غير ذلك فهو يقدم بلده وقضاياها لعدوه من دون تحقيق أي شيء... لـ «جمشير» أن تتحدث عن قضاياها كما تشاء - مهما اختلف الاخرون معها - ولكن ليس لها أن تلجأ لدولة أخرى طلباً للمساعدة... ولكل شخص أخر في أي بلد أن يتحدث عن قضاياه وأن يطالب بحقوقه ولكن ليس له أن يلجأ إلى دولة أخرى طلباً للمساعدة... على العرب في كل بلادهم أن يحلوا قضاياهم بأنفسهم وأن يتحملوا في سبيل ذلك، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تحقق أهدافهم مهما طال الطريق... في بلادنا العربية ظلم نتفق عليه ومع هذا فإننا - وحدنا - يجب أن نرفع هذا الظلم... وأخيراً اهمس في أذن «غادة» قائلاً: ألا يمكن أن يكون الرجل مظلوماً في البحرين؟ ألا يمكن للمرأة البحرينية أن تظلم الرجل هناك؟ ثم أليس من الأفضل أن تعيدي النظر في جملة المظالم التي تتحدثين عنها
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 1348 - الإثنين 15 مايو 2006م الموافق 16 ربيع الثاني 1427هـ