العدد 1348 - الإثنين 15 مايو 2006م الموافق 16 ربيع الثاني 1427هـ

النفط مقابل الماء؟

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يشغل بال العرب اليوم، ومعهم العالم بأجمعه، موضوعة النفط وأسعاره. وتحتل المنطقة العربية مركز الصدارة في هذا الاهتمام من جراء كميات النفط الذي تنتجه آبارها، وضخامة مخزونه الذي تحتضنه أراضيها. ندرة من العرب وكذلك العالم يهمها أو تلتفت إلى مسألة المياه العربية، التي يؤكد الكثير من الخبراء أنها القنبلة الموقوتة التي لا يستبعد أن تشعل فتيل حروب قادمة في منطقة الشرق الأوسط.

تقدر بعض الجهات الخبيرة في المياه كمية المياه المتجددة المتاحة في الوطن العربي بنحو 265 مليار متر مكعب في السنة وهذا أقل من حد الفقر المائي الذي يقدر، وفقا لمعايير عالمية، بنحو 1000 م3 للفرد في السنة. الأسوا من ذلك هو أن الدراسات تتوقع تناقص هذا النصيب إلى أقل من 500 م3 في معظم دول المنطقة بحلول العام 2025. وأخطر ما في الأمر هو أن نصف هذه المياه تنبع من مصادر خارج المنطقة العربية وقد تؤدي مشروعات استثمار مياه الأنهار في منابعها خارج الوطن العربي إلى تناقص الموارد المائية الواردة إليها.

باختصار يملك الوطن العربي قرابة واحد في المئة من المياه العذبة المتاحة في العالم مع أنه يضم ما يربو على 5 في المئة من سكان الأرض ولديه تزايد سكاني مرتفع جداً وهذا الواقع يجعل معظم دوله تحت خط الفقر المائي الشديد أي أقل من 1000م3 للفرد سنوياً، إذ سينخفض متوسط نصيب الفرد من المياه إلى 464 مترا مكعبا سنويا بحلول العام 2025.

وأكدت الكثير من الدراسات المعنية بشئون المياه في المنطقة أن الدول العربية مقدمة على خطر الشح المائي، خصوصاً أن 90 في المئة من المنطقة العربية من المناطق الجافة، كما أن هناك تراجعا ملحوظا في حصة الفرد العربي من المياه، فقد كان متوسط نصيبه يصل إلى 3800 متر مكعب سنويا العام 1950 انخفض إلى 1023 مترا مكعبا العام 1996، واصبح الآن أقل من 1000 متر مكعب، بينما يقترب مثيله الأفريقي من 5500 متر مكعب سنويا، والآسيوي من 3500 متر مكعب سنويا. على المستوى الخليجي أكد خبراء جيولوجيون أن مشكلة المياه بدول الخليج العربي بدأت تتفاقم بسبب محدودية المصادر المائية واستنزاف القطاع الزراعي للمياه الجوفية وانها ستجد نفسها مطالبة باستثمارات قد لا تكون قادرة على توفيرها في ظل ظروف مالية غير مؤاتية، إذ إنها ستحتاج إلى نحو 35 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة لتوفير مصادر مائية جديدة لقد دفع العرب في العراق النفط مقابل الغذاء، فهل يتطور الأمر لنجد أنفسنا يوما ندفع النفط مقابل الماء؟

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1348 - الإثنين 15 مايو 2006م الموافق 16 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً