العدد 1348 - الإثنين 15 مايو 2006م الموافق 16 ربيع الثاني 1427هـ

بسام ...وحكايته البحرينية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

حكاية المخرج البحريني المبدع بسام الذوادي هي حكاية جديدة يسردها فيلمه الثالث الذي كتبه الكاتب والصحافي الزميل فريد رمضان بغية التحدث عن حوادث وقع بعض منها وأخرى من نسج خيال الكاتب لكنها في كل الأحوال ترجمت في عمل الذوادي برؤى تريد أن تنقل رسالة إلى الأجيال البحرينية الشابة عبر السينما كونها لغة عالمية يفهمها الجميع على غرار الموسيقى... هذا تحديداً ما لمسته من حديثي مع الذوادي خلال زيارتي له في بعض مواقع التصوير التي سمح لي برؤيتها على طبيعتها وهي ما كانت بحق متعة.

فيلم الذوادي يتحدث عن حال بحرينية مستمدة من واقع وتاريخ حوادث لا تخفى عنا أو عن جيل آبائنا ممن عاشروا مرحلة الثورية اليسارية والقومية والعروبة وغيرها من الايديولوجيات التي كانت تعج بها البحرين في فترتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي... وفي وقت لم تكن للطائفية مكان، فلا سنية ولا شيعية ولا يهودية ولا مسيحية ولا غيرها... نعم للوحدة الوطنية، بحسب طرح الفيلم الذي نقل صورة عن مجتمع متسامح ومتنوع عاش في فترة عصيبة شهدت حرب 1967 التي أطلق عليها نكسة حزيران وتسببت في هزيمة نفسية للجماهير العربية المحبة للزعيم جمال عبدالناصر... هكذا كان البحرينيون حتى وقت قريب.

فالفروقات ذائبة على رغم أن البعض كان يوسعها لكن بدرجة أقل مما نعايشه في وقتنا الحالي، إذ نجد الطائفية والتطرف بأشكالهما المختلفة قد تعززت حديثاً بعد حوادث العراق وسقوط النظام البعثي.

شعرت بذلك من خلال مشاهدتي المشهد الذي يظهر فيه البحريني اليهودي «يحيى» أمام الشمعدان في منزله يحادث نفسه ويفكر بهويته ودينه مخاطباً عقله بعد نكسة حزيران وذلك بلهجته البحرينية الغالبة عليها العراقية التي تبين جذوره الممتدة إلى أرض الرافدين كما هو الحال مع غالبية يهود البحرين.

الذوادي يبحث عن لغة سينمائية جديدة في «حكاية بحرينية»... لغة تدعو البحرينيين إلى مراجعة ذواتهم لكي يستكشفوا ماضيهم الذي أعطاهم القوة بحيث كانت البحرين مثالاً يحتذى به في التعايش السلمي، لكنهم في الوقت ذاته يعيشون تحت ضغوط اضطرت امرأة إلى ان تحرق نفسها، وهي قصة واقعية مؤثرة ينقلها الفيلم لأن الزواج تم منعه لأسباب طائفية. انه مشهد واحد، وآخر يتحدث عن الاديان الاخرى في البحرين لينقل واقعاً آخر نحتاج إلى أن نعاود التفكير فيه لكي نرى ان الدين لا يفرق، وانما يجمع بين أهل البلد الواحد... وهذه هي حكاية بسام البحرينية، فشكرا له وإلى مزيد من الابداعات

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1348 - الإثنين 15 مايو 2006م الموافق 16 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً