اليوم يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث ابرز الملفات حساسية على منطقة الشرق الأوسط وهو الملف الإيراني لأجل التوصل إلى صيغة توافقية تجمع بين آراء الأطراف المؤيدة لسرعة وقف مساعي إيران لتخصيب اليورانيوم والطرف الآخر الذي يرفض اللجوء إلى القوة العسكرية.
الترويكا الأوروبية من جهتها عرضت صيغة «العصا والجزرة» وتتضمن مجموعة من الحوافز منها السماح لإيران ببناء مفاعل نووي مدني وحوافز تجارية وسياسية مقابل وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم لكن في حال عدم انصياع طهران لتلك المطالب فان احتمال اللجوء إلى فرض عقوبات هو الخيار الوحيد في التعامل مع الملف.
اجتماع اليوم يمهد لاجتماع وزراء خارجية دول الفيتو الخمس وألمانيا في لندن يوم 19 من الشهر الجاري إلا أن طهران على رغم ذلك مازالت مصرة على موقفها وهو أن أي اقتراح لن يخول لها مواصلة برنامجها لن يكون مقبولاً. وحذر وزير الخارجية الإيراني منوجهر متقي دول الترويكا من تكرار تجربة أغسطس/ آب الماضي حينما عرضت حوافز مقابل وقف برنامج البحث النووي.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن خلال خطابه السنوي بشأن حال الأمة عن رفضه وادان أي تحرك أميركي يهدف لاستخدام القوة العسكرية في معالجة الملف إذ قد يصعد ذلك الأزمة من دون أن يسويها. لكن على رغم النداءات الدولية التي تدعو واشنطن إلى التحجيم عن اللجوء إلى القوة، ذكرت أنباء حديثاً أن مكاتب استخبارتية في وزارة الخارجية والدفاع الأميركيتين تراقب عن كثب ما يجري بشأن الملف للترتيب لسيناريو مماثل لسيناريو غزو العراق قبل اندلاع الحرب بغرض الإطاحة بحكومة إيران .
وأشارت تلك الأنباء إلى أن واشنطن تعمل منذ شهور على استقطاب الكفاءات الدبلوماسية والاستخباراتية والاستراتيجية من مناطق واختصاصات أخرى بما فيها العراق وبعض الدول الخليجية. وإن صحت تلك التنبؤات وعقدت واشنطن العزم على خوض معركة فان آثارها وانعكاساتها الخطيرة ستلم بها أولاً قبل أي شيء آخر بحكم قرب وجود قواتها من منطقة هرمز التي انطلقت منها مناورات عسكرية أجرتها إيران عرفت باسم «الرسول الأعظم»
العدد 1347 - الأحد 14 مايو 2006م الموافق 15 ربيع الثاني 1427هـ