العدد 1347 - الأحد 14 مايو 2006م الموافق 15 ربيع الثاني 1427هـ

«بن لادن» و«الواوا»!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

ما بين «بن لادن» وأبطال «تورا بورا» من جهة، وبين «هيفا» وجميلات بيروت من جهة أخرى قاسم مشترك، فكلاهما «خطر» و«تهديد» على شباب مجتمعاتنا العربية، وفي واقع الحال، يعيش الشاب العربي بين مطرقة «الموت» في سيارة مفخخة، وبين الاحتباس الاضطراري أمام القنوات الغنائية، على ان توصيف تلك المنطقة الفاصلة بين مدافع «بن لادن» وكليبات «هيفا» لاتزال عصية على الاستنباط.

نحن في هذا العالم «ندفع ثلاثة مليارات دولار مقابل النظر لصور النساء العاريات»! وننفق ما يقارب الثمانية مليارات دولار قيمة لاشتراكات المواقع الإباحية على شبكة الانترنت، والتي وصل عدد صفحاتها إلى 650 مليون صفحة بحسب إحصاء العام 1998، فيما يتوقع خبراء الشركات العملاقة العاملة في مجال الاتصالات وتقديرات وزارة التجارة الأميركية أن يكون عدد هذه الصفحات قد وصل إلى أكثر من 6 مليارات صفحة في منتصف العام الجاري؟

أمام هذا الاقتصاد الإباحي والترويحي الضخم، والمرتكز حتى الآن في «الغرب»، لا مجال هنا في «الشرق» للاحتجاج على نانسي أو إليسا، أو حتى فتاة الغنج «هيفا»، ومن جهة أخرى، لابد أن لا «نستخف» بتلك الاشكالية التاريخية، عبر تكرار تلك الوصاية التي يفرضها كل جيل على الجيل الذي يليه، والتي أصبحت قصة «مملة».

قد تفهم تلك الأسطر على أنها محاولة دفاع «غبية» عن نانسي ورفيقاتها، إلا أن حقيقة المبيعات المليونية، وحقوق البث لأغاني هذه التوليفة هي أكبر من أن تتعرض للاهتزاز سواء كتب عنها عادل مرزوق أو حتى هيكل.

لهذا الجيل طموحاته، وثقافته، وما يتلاءم مع احتياجاته، ولابد من أن نعطي هذا الجيل حقه في استماع ومشاهدة ما يريد، ليست هيفا ظاهرة بقدر ما هي «حقيقة» جيل. بعض الزملاء الإعلاميين في الآونة الأخيرة هاجموا بشدة موضة «الواوا» لـ «هيفا»، وتفشيها في المجتمع، وهذا ليس بالأمر المستغرب على أي حال، إلا أن الملاحظة الأدق، هي أن أكثر هذه العداوات والنقودات «نسائية»، فلم ألحظ نقداً «ذكورياً» لهيفا ورفيقاتها البيروتيات!

كالعادة، ترتكز أكثر النقودات على «فخ» المهمات الرسولية في إصلاح الوضع العربي، وحمايته من الانزلاق نحو الابتذالات الفنية والأخلاقية، هذه الدعوات تشابه إلى حد ما تلك التي تنشر تجاه الفكر التكفيري في تورا بورا، فالنقودات الأخلاقية والتربوية التي أظهرت نجاعتها في القضاء على ظاهرة «بن لادن» هي نفسها من ستقف بالمرصاد أمام تعري «هيفا» وغنج «إليسا»، وفي جزئية المعالجة لخطر «بن لادن» و«هيفا» نقطة تشابه أخرى تستحق «التأمل»

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1347 - الأحد 14 مايو 2006م الموافق 15 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً