الـ «NDI» أو المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي الكرت الذي احترق بالنسبة إلى الحكومة وبات من الضروري التخلص منه كما هو حال الكثير من الكروت التي أينعت في فترة زمنية ثم أحترقت بعد ان انتهت جدواها. الـ «NDI» الذي دخل البحرين في شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2002 بحصانة وضمانة أعلى سلطة في البلد سيخرج منها مطروداً كأي عامل أجنبي هارب لا يجد من يكفله!
الحكومة عندما تريد الضغط على أي جانب فليس صعباً عليها وهي تمتلك القوانين التي يمكن ان تطوعها كيفما تشاء، وآخر ما كان متوقعا أن يطرء المعهد من خلال انتهاء إقامة مديره!
أغرب ما في القصة كلها أن الجميع الآن تعاطف مع الـ «NDI» بينما كانوا في السابق، السباقين إلى مهاجمته والطعن في صدقيته واتهاماته بمحاولات خلق جيد «متأمرك» وهذا ما رفضه المجتمع البحريني، وما نبهت له الحكومة حديثاً لتلجأ إلى ان الديمقراطية الاميركية ستجلب لها الكثير من المشكلات، ولابد من وضع حد لها ولتدخلها المباشر في صوغ فكر الشباب وإعادة أجندة المعارضة، ما يعني قلب الموازين والمطالبة بأكثر مما تريد الحكومة إعطاءه.
في النهاية هذه اللعب السياسية التي دخلها الـ «NDI» والتي كان يعلمها من خلال برامجه وورشه إلا انه اكتوى بنارها سريعاً قبل أن يجني ثمار أعماله، لا يمكن لأحد أن يلوم الحكومة التي تلعب لعبتها السياسية في ظل إنهاء المعارضين مقاطعتهم والمشاركة في الانتخابات، لتصبح سلبيات المعهد أكثر من إيجابياته في نظر الحكومة على الأقل
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1345 - الجمعة 12 مايو 2006م الموافق 13 ربيع الثاني 1427هـ