لابد أن الحزب الديمقراطي الأميركي يحس بنشوة ما، فالنهاية الغريبة لـ NDI البحرين تحمل تداخلاً مباشراً مع «الداخل» الأميركي، كما أن تلك السلبية - المشكوك بها - من قبل السفارة الأميركية في تقديم الدعم لـ «جوليد» تتمخض عن ما يشبه «التوريط» المتعمد للإدارة الأميركية أمام الرأي العام الأميركي في وهج حملات إعلامية تشهدها واشنطن.

أذهب في هذه المقالة إلى فرضية أن ثمة صفقة سياسية ما قد مررت داخل السفارة الأميركية، ينقصني التأكد من الانتماء الحزبي للطاقم السياسي في السفارة الأميركية إن كان يميل لكفة الديمقراطيين أم الجمهوريين، وإذا ما كان طاقم السفارة ديمقراطياً فإن خروج NDI من البحرين في هذا التوقيت تحديداً يحمل تسويقاً انتخابياً ضد الرئيس بوش، فالحزب الديمقراطي سيوظف القضية الانسانية في خروج جوليد الأب وجوليد الابن كأداة ضغط انتخابية تصب في فشل الإدارة الأميركية في نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.

وهل شارك ةخ نفسه - التابع للحزب الديمقراطي - في هذه اللعبة؟ ربما.

شدني باستغراب تصريح المدير الإقليمي للشرق الاوسط وشمال إفريقيا في NDI لز كامبل إلى «الوسط» في معرض تعليقه على خروج جوليد، إذ قال «حصل NDI على دعم الإدارة الأميركية والسفير الأميركي السابق في البحرين رونالد نيومان، وأعتقد أنهم سيكونون منزعجين من التطورات الأخيرة».

هذا التصريح يحتوي الكثير من الدلالات الخطيرة، التي تصب في صدق فرضيتي أن ثمة ما هو «غير طبيعي» في خروج جوليد، فالسفير السابق - بحسب رأي كامبل - هو من كان يدعم جوليد، وإهمال كامبل ذكر السفير الحالي يستحق وضع علامة استفهام عريضة، كما يؤكد كامبل هذا عبر بيانه بأن السفير السابق والإدارة الأميركية هم من سيكونون «منزعجين» من خروج جوليد، وقد تحمل هذه الكلمات فرضية مفادها أن السفير الحالي قد يكون سعيداً، أو على الأقل أنه غير «منزعج»... على الأقل!

من الملاحظ أن السفارة الأميركية قد تعاملت مع ملف NDI بنوع من الإهمال الذي لا نريد أن نصفه بالمتعمد، كما أن الانزعاج الذي أبدته الخارجية الأميركية من تأخر NDI والسفارة الأميركية في إخبارها بالمشكلات القانونية التي وقع فيها NDI مع الحكومة البحرينية جدير بتأكيد اعتقادي بأن ثمة «سرا» ما. وان هذا السر مرتبط بشكل مباشر بالداخل السياسي الأميركي، وأن في موقف السفارة الأميركية والسفير الأميركي الحالي شيء ما يستحق «التأمل»، وربما «الشك»