أُجبرت في الفترة الاخيرة على زيارة مبنى البريد بالمحرق، وصُعقت من هول ما رأيت من تحديث وتطوير وتجميل للموقع وخيل لي من أول الزيارة أنني أزور إحدى شركات الاتصالات أو تلك الشركات التي تحترم مُراجعيها والتي لطالما كنا نحلم أن تتصف به في وزاراتنا الخدماتية.

فبعد حال الانقاذ التي تعرض لها البريد في البحرين من بعد أن هجره الناس من فرط تخلفه على جميع الأصعدة إذ ظلوا يعتمدون في عملهم على إخواننا من الجاليات الآسيوية الفقيرة من عامل هنا أو خادمة هناك في المراسلات رغم قلتها أيضاً بسبب تطور تكنولوجيا الاتصالات عبر شبكة الانترنت، إذ كانت إحدى حالات الانقاذ هذه من خلال الالزام بإجراء جميع المعاملات المرورية عبر البريد، فقد كان لزاما على الادارة المعنية التي هيأت الأجهزة والأرصدة والكاونترات الجميلة أن تهيئ نفسيات الموظفين في التعامل الجديد مع طلبات جديدة غير تلك التي تعودوا عليها في سنوات خلت والتي لا تعدو أكثر من قص الطابع وتسلم قيمته!! فهم الآن يعملون بأكثر من موظف وعليهم جهد أكثر من إدارة من مختلف الوزارات ولكن... رواتبهم هي هي لم تتغير!!

فلا يكفي أن نجمّل المكان ونضع فيه الديكورات الجميلة أو نفتح فروعاً لمصارف وشركات اتصالات وأخرى للخدمات تسهيلا للمراجع. إذ يبقى العنصر البشري هو الأهم، فهناك وجوه في تلك الادارة أراها من أيام صباي في المرحلة الاعدادية عندما كنا نعتمد على النقل العام في التنقل والى الآن لم تكل ولم تمل، فهل هو الحق أو جزاؤهم وتكريمهم أن نغير الكرسي الرث الذي كانوا يجلسون عليه ونغير تلك الطاولة المكسورة التي كانوا يكتبون عليها ونزيح الأقلام والاوراق ونضع مكانهما أجهزة الكمبيوتر ويظل (البشر) مكانك سر!