يروى في المنقول أن رجلاً كان يخاف على ابنه كثيراً، ووصل به الهوس إلى أن قرر أن يفرد له كوخاً في جزيرة ليسكنه فيه لوحده خوفاً عليه، وفعلاً شرع الأب في بناء الكوخ، وحرص على أن يخلو من كل سبب يمكن أن يؤذي هذا الولد، فيما كان يزور ابنه بشكل دوري ليقدم له ما يحتاج إليه من طعام.
ويوماً ما، مرّ صياد بالجزيرة في حاجة له، فقرر أن ينزل ليرتاح، فرأى الكوخ، وشاءت الأقدار أن يلتقي الصياد مع الشاب، ودار بهما فلك الأحاديث، ولما حان وقت الغداء استخرج الصياد طعامه، وبسط المائدة ليشترك معه ضيفه، فمد الشاب يده ليتناول الرز ويشرب بكفه المرق! فتعجب الصياد من فعله، ثم بدأ يعلّمه استخدام الشوكة والملعقة، إلا أن الشاب ولعدم معرفته باستخدامها ضرب بأسنانها داخل فمه، فمات لوقته... ولما أتى الأب علم أن تشدّده في الإبقاء والحفاظ على ابنه لم يمنع عنه الموت والحوادث.
فيا ترى هل ستبقى «الوفاق» بعيدة عن الشوكة السياسية التي لابدّ أن تتعلم استخدامها، أم ينجح البعض في محاولاته حبس «الوفاق» ومثيلاتها من الجمعيات المقاطعة في الكوخ الآمن! وهذا لا يعني أن يوصم الداعون للمشاركة بـ «المطبّلين» كما كان سابقاً، فهم يعلمون الآن مثل السابق أن دون أخذ الحق خَرْطُ القَتاد، ولكن الأكل بالشوكة ولا الموت بها
العدد 1344 - الخميس 11 مايو 2006م الموافق 12 ربيع الثاني 1427هـ